الشيشة.. موضة جديدة تشهد إنتشار واسعا وسط الشباب

اتسعت ظاهرة استهلاك "الشيشة" أو كما يعرف بالرانقيلا  بشكل ملفت في بعض مقاهي الولايات  ، حيث أصبحت من ضمن المستهلكات المسائية لرواد المقاهي ، أين تعرض هاته الأخيرة  بمختلف النكهات والأذواق. ونظرا لسعرها المرتفع نوعا ما مقارنة بباقي المستهلكات الأخرى ، مثل القهوة والمشروبات والعصائر ، فإن الطلب عليها ما يزال محدودا ، حيث يصل سعر "الشيشة" الواحدة حوالي  إلى 120 دينار. ومعلوم أن الشيشة مادة استهلاكية أساسية في مقاهي المشرق العربي والدول المغاربية ، تونس والمغرب وليبيا وموريتانيا، باستثناء الجزائر التي باتت  أيضا تستفحل فيها هاته العادة الدّخيلة  بعد أن اقتصرت علا الدول السالفة الذكر ، إذ  صارت  الجزائر و منها عين تموشنت تشهدقاعات الشاي و المقاهي بها  ظاهرة تدخين الشيشة   بين  أوساط الشباب الذين يفضلون استهلاكها بالمنازل ، هذا لتعرف إقبالا أكثر خلال شهر رمضان الذي يطرق الأبواب قريبا.

.يحدث هذا في الوقت الذي تعرف فيه الأمراض الصدرية تصاعدا كبيرا و لا سيما منها الناجمة عن التدخين بشتى أنواعه و هو سبب كافي للإصابة بسرطان الرئة ، ما جعل الأخصائيين يحذرون بدورهم من تفشي الظاهرة كونها أخطر من التدخين، ليضيف أحدهم أنه لا يوجد سيجارة خفيفة كما يدّعون ذلك  و ما هي إلاّ خدعة لترويج سلعهم.كما أن الرانقيلا أو الشيشة و بالرغم من المواد المستحضرة بها كنكهة الشاي أو الفراولة ما هو الا تمويه للمواد السامة في حين يصل عدد المواد السامة الى 4آلاف مادة و هي شبيهة جدا من المواد التي تخرج من محركات السيارات و هو معدل تناول 30 سيجارة في الجلية الواحدة. و من جهة أخرى يترتب عن تناول الرانقيلا أمراض أخرى كون يشترك في هذه العملية عدة أشخاص بالتناوب على أنبوب الشيشة و هو ما يسبب في تنقل الامراض عن طريق الفم.

حتى الفتياتٌ يتمردن على التقاليد ويدخنّ الشيشة 

في الوقت الذي تعمل فيه بعض المنظمات والجمعيات التي تعتني بصحة المواطن بمحاربة ومكافحة التدخين خاصة في الأماكن العامة انتشرت هذه الأيام ظاهرة تدخين الشيشة التي أصبحت في كل مكان ويستهلكها البعض كمظاهر من مظاهر الغنى متناسين أنها عادة سيئة ومضرة بالصحة ، و الأدهى من ذلك أن الجنس اللطيف من النساء خاصة منهن الطالبات الجامعيات  بجميع أعمارهن بدورهن تناسين التقاليد و رحن  يدخن الشيشة في قاعات الشاي بالولاية ، فمن عملية تدخين السجائر إلى هؤلاء اللواتي  أصبحن يحترفن الشيشة·· هذا السلوك المنافي لعاداتنا وديننا ضاربات عرض الحائط كل ما هو محرم ومكروه ، ولا شك أن التأثر بالوسائل الإعلامية والتقليد الأعمى لما يبث في القنوات الفضائية كان له أثره البالغ على الفئة التي لقيت إقبالا كبيرا عليها

المجتمع الجزائري  بين مؤيد و معارض لها

قصد تسليط الضوء أكثر إقتربنا من العديد من  الشباب و مختلف أطياف المجتمع عبر العديد من ولايات الوطن من أجل جس النبض حول إستعمال الشيشة بإعتبارها  الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا قمنا بخرجة ميدانية إلى شوارع مدينة تموشنت القريبة من هذه الأماكن المتخصصة بتقديم الشيشة لزبائنها و التي تكاد غير معروفة و تعدّ على الأصابع . التقينا بعدد من المواطنين الذين أبدوا أسفهم من ارتفاع نسبة النساء اللائي يدخن الشيشة، وقد اختلفت الآراء ووجهات النظر حول هذه القضية بين مؤيد ومعارض فمنهم من أرجع هذه الظاهرة إلى عدة أسباب، وطالبوا بتكثيف التوعية في أوساط الفتيات ، في حين اعتبرها  البعض الآخر شيئا عاديا و من حق كل شخص القيام بما يودّه  تماشيا مع رغبة  المرأة أو الرجل.

و من الجهة المعاكسة كان للأغلبية الساحقة رأي منافي تماما ، إذ اعتبروا أن غالبية النساء اللائي يقبلن على تناولها هن من الموظفات أو الجامعيات نتيجة التقليد "الأعمى" أو من أجل التجربة التي تتحول في غالبية الأحيان إلى إدمان أو اعتياد بعد أن توفرت للرجل الحرية الكاملة في تدخين الشيشة أكثر منهن. ولكن الواقع يبرهن عكس ذلك، إذ أصبحت قاعات الشاي –خاصة- تمتلئ بالنساء أكثر من الرجال في هذا الزمن وأكثر من النساء الغربيات مما جعل منها ظاهرة بعيدة كل البعد عن الحضارة الإسلامية، وهناك من أرجع سبب إقبالهن إلى ظروفهن النفسية التي  تجبرهن على فعل ذلك وهن يفتقدن إلى التوجيه السليم.
وبما أن الشيشة تعد أكثر ضررا من التدخين فقد كان لها مجموعة من النتائج السلبية على من يقبلن عليها كالانتفاخ الرئوي المفاجئ ونقص وصول الأكسجين الذي تظهر أعراضه على الجهاز التنفسي عليهن بمرور السنين بعد أن تشبع مادة غليسرين المحتوى على تركيبة الشيشة المتسرطنة التي تنقل إلى النسوة ، وهناك من الأمراض التي تظهر أعراضها بشكل مباشر عليهن من خلال شرب الشيشة منها أمراض السل والبكتيريا ونقص المناعة التي تظهر نتائجها بسرعة ويعد تأثير الشيشة على النساء الحوامل أكثر وقعا من خلال عرقلة نمو الجنين·