http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/2C17A84C-2239-4DF3-A841-4A7AD20F27FE.htm
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات فنية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات فنية. إظهار كافة الرسائل

السبت، 8 يونيو 2013

بأي حال عدت يا عيد  الفنانين

تكريم بعض الوجوه الفنية نقطة محورية دورية متجددة

يحل عيد الفنان في كل 8 جوان من كل عام لكن «قانون الفنان» الذي هو مطلب أهل الحنجرة، والوتر، والكاميرا، والقلم ،والريشة بقي مجرد مطلب غائب بدون مبرر، ومغيب بدون مقرر وفي كل ذكرى يردد العنصر الفني ـ نصف بيت الشاعر المتنبي وسؤاله الخالد «عيد بأي حال عدت ياعيد ؟! وفي أغلب الأوقات تكتب العبارة التالية لا قديم يشكر ولا جديد يذكر فمتى تهب رياح التغيير وتفرض صلاحيات التنوير والتطوير؟
حقا أن الاحتفال بعيد الفنان المصادف للثامن (8) جوان نقطة ضوء هامة تجسد العبارة الفاعلة المنيرة «بدل أن تلعن الظلام إشعل شمعة» كما أن الفنان الجزائري جسّد بفنّه الحر، وموقفه المستقل وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر «علي معاشي»  ـ نموذجا ـ للتضحية والانعتاق بلا قيود ولا حدود .
وهران الباهية وفي فضاءات مديرية الثقافة ـ ودار الثقافة سيكون يوم الأحد 9 جوان الجاري موعدا تفاعليا ـ تواصليا لاستنطاق الذاكرة ورسم المشهد الفني الاحتفالي بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة ابتداء  من الساعة (17) ورزنامة الاحتفال تضم الجمع بين (الشعر والموسيقي والغناء) مع جمعية الغزلان، جمعية آرت كوم، وفرقة ڤناوة والعناصر الفنية بارودي بخدة، سامية ، بن نابي، معطي الحاج، سيدي أحمد قطاي ، عبد المجيد حاج ابراهيم ، هواري الڤلب ، بشير بوقدرة وفي مجال الشعر الملحون وأصالة التعبير الشعبي يحضر رمز الحفلات مكي نونة، وعاشق الديوان الشعري مجاهد هواري ومسك الختام بعد (ذاكرة الأيام) و(عطاء الأنام) هناك فعل تكريم بعض الوجوه الفنية المتميزة .
إن «يوم الفنان» تاريخ رمزي للعناصر الفنية الجزائرية «شهداء وشهيدات» الكلمة واللحن لذا لابد من توسيع دائرة فعالية الحضور «بقانون الفنان»

الأربعاء، 20 يوليو 2011

بورتري الفنان القدير أحمد فتحي ولد قاضي محمد إبن مدينة العامرية


بورتري :

الفنان" أحمد فتحي" : المرض العضال يسكت صوته و ينسي ذكره


تتعاقب الأمم ، و تفنى الأجيال و تتعاقب ، وتبقى الذكريات الجميلة خالدة في الأذهان و راسخة لدى الإنسان ، ويعرف كل واحد بخصاله ، و ببصماته ، فقد قامت الأسرة الفنية بولاية وهران على رأسها مديرية الثقافة بتذكر رجل أفتى حياته في خدمة الفن عامة و الأغنية الوهرانية خاصة إنه الفنان القدير أحمد فتحي كما يحلو لعشاق الأغنية الوهرانية و لمتتبعيه الذين عرفوه بهذا الإسم صاحب الصوت الحنون و الخلق الحسن المعروف في الوسط الفني منذ الثمانينات إلى التسيعانات بإسم أحمد فتحي الذي إختاره له أحد أصدقائه ، إسمه الحقيقي

" ولد قاضي محمد " من مواليد 09 أكتوبر 1956 ببلدية تاخمرت بولاية تيارت ، عاش رفقة عائلته منذ نعومة أظافره في مدينة العامرية الجميلة ، أين كان يعيش والده ، تربى و ترعرع في بيت كبير و جميل يعود لفترة تواجد الإسبان في الجزائر حسب رواية مؤرخي المدينة ، إنه بيت كان تابع للكولون الفرنسي ، جميل جدا يقع وسط مدينة العامرية ، لازال يسكن فيه إلى يومنا هذا رفقة والدته و إخوته ، عاش طفولة قاسية على غرار باقي أطفال تلك الحقبة ممن عايشوا السنوات الأخيرة للتواجد الإستعماري ، ملئها الخوف و البطش من المستعمر خاصة أنه كان من عائلة تلمك العديد من الأراضي الفلاحية التي سلبها المستعمر منها ، عائلة عريقة و معروفة في المنطقة الغربية كلها ، إنه من عائلة المجاهدة المعروفة و البطلة الشهيرة " القايدة حليمة " التي عاشت في الفترة الممتدة مابين 1859 – 1946 المليئة البطولة التي تشهد عليها ، فقد كانت تمون المجاهدين بالأموال و المؤونة ، نظرا للخيرات التي كانت تملكها ، إنه ينحدر من سلالة هذه البطلة ،إلى حين الإستقلال ، حيث بدأ مرحلته الدراسية في أحد المدراس الإبنتدائية في تلك الفترة الواقعة بالمخرج الشرقي لمدينة العامرية ، لكنه لم يبقى طويلا حيث رفض مواصلة الدراسة ، وإكتفى بتلقين إخوته الذين يكبرونه سنا ، بالعديد من المبادئ و اللغات ، حيث يتقن اللغة الفرنسية جيدا ، ويحب الكلمة العربية كثيرا ، منذ صغره ، كان مولوعا بالفن و الموسيقى ، ، قام أخوه " بولفاض " الأكبر الذي كان يدرس اللغة الفرنسية بأحد المدارس بمدينة وهران ، بإقحامه بالمعهد الوطني للتكوين المهني بالسانية ، حيث تلقى تكوينا في تخصص الصناعات الحديدية ،و نال شهادة الكفاءة المهنية ، وكان يتحين الفرص بالمعهد ليغني لرفقته أثناء غياب الأستاذ المكون أو لحظات التواجد في الساحة في أوقات الفراغ ، حيث إكتشف على يد أحد الأساتذة الذي عرض عليه فكرة الغناء بحصة ألحان و شباب بوهران حيث شارك في مسابقة ألحان و شباب التي كانت يشرف عليها التلفزيون و الإذاعة الجزائرية وذلك سنة 1978 -1979 ، ونال رضا لجنة التحكيم بالمسابقة حيث أدى رائعة العملاق بلاوي الهواري " أنت من جهة و أنا من جهة "تألق و أبهر الحضور ، بصوته الجميل و الدافئ الذي عرف كيف يقنع من خلاله الجميع بأنه فنان ذو مستقبل زاهر ، هكذا كانت بداية مشواره الفني الحافل ، حيث بدأ الغناء ، و تعلم العزف على العديد من الآلات الموسيقية بفضل حبه لهذا الفن ، و فتحت له أبواب إذاعة وهران و تألق بإعادة العديد من أغاني عمالقة الأغنية الوهرانية ، و بالتالي ضاع صيته ، إلى أن إلتقى بأحد رفقائه من العامرية ، فإقترح عليه أن يسمع مقاطع من قصائد لأحد الشعراء من مدينة العامرية ، كان يعرفه جيدا ، لكن لم يكن يدرك أن كلاماته سوف يكون لها هذا الوقع ، فأعجب أحمد فتحي بقصيدة للشاعر لغماوي إسماعيل الذي كتب كل أغاني أحمد فتحي ماعدا إنثنين فقط وكانت أول أغنية لأحمد فتحي و للشاعر إسماعيل هي بعنوان " ما تلوميش و لو في يوم " التي نالت نجاحا باهرا ، و حققت نجاحا كبيرا في الغرب الجزائري ، قبل أن تبث على شكل كليب من إنتاج التلفزيون الجزائري ، ثم أدى ديو مع الفنانة سعاد بوعالي التي كانت في بدايتها الفنية فقد ساهم كثيرا في إعطاءها دفعا قويا من خلال المشاركة معه في هذا الديو الرائع التي نال نجاحا كبيرا أيضا ، و كان بأداء أغنية بعنوان " كيف عمالي و حيلتي " و لم تكن أغانيه كثيرة ، ولكنها كانت ذات جودة عالية ، مما جعلها باقية في الأذهان و تطرب دائما الآذان ، وهي سبعة أغاني فقط ، ثم ختم مشواره بأغنية رائعة أيضا بعنوان " علمتيني معنى الحياة " ، لك رحلته الفنية و الغنائية ، أوقفها المرض العضال الذي أصابه على مستوى الجهاز العصبي ، والذي جعله ينقطع تماما عن العالم الخارجي ، و يعتزل في البيت حيث فقد البصر ، و توازنه الجسمي من خلال الرعشات التي كانت تصيبه ، ليفقد الحركة بعدها و طال ذلك لمدة عشرة سنوات تقريبا ، حيث بدأت حالته تتحسن تدريجيا بعد التكفل الطبي بأحد العيادات الخاصة بجراحة الأعصاب بوهران ، ليبدأ يستعيد بصره شيئا فشيئا و بقي عاجزا عن الحركة و عن السيطرة على جسمه ظل لسنوات مع المعاناة و بقيت شقيقته الكبرى " خديجة " على تعتني به ، و تجري له عدة عمليات وكذا المتابعة الطبية الدائمة و المستمر بالعيادة " اليتيم " لجراحة الأعصاب بوهران ، التي يشرف عليها البروفسور خير الدين ليتيم شخصيا حيث يتابع حالته الصحية التي أصبحت في تحسن كبير مقارنة بالوقت السابق ، حيث إسترجع بصره و بدأ يستعيد توزن جسمه و الحمد لله على كل حال ، لأن حسب شقيقه فقد وصل به الحال لحد الدعاء على نفسه بالموت من كثرة تخاذل الناس و الأصدقاء ، لم يتمالك نفسه بمجرد دخول الوفد الرسمي الذي جاء لزيارته و تكريمه حيث فرحة فرحة ممزوجة بالحزن العميق ، وقد جاءت خطوة تكريم هذا الفنان ، في وقت كان ينتظر إلتفاتة صغيرة من السلطات و الوسط الفني من أجل رفع معنوياته خاصة في الحالة التي هو فيها ، وقد جرى ذلك نهاية الأسبوع من خلال الزيارة التي قامت بها محافظة مهرجان الأغنية الوهرانية في طبعتها الرابعة بالحضور الشخصي لمديرة الثقافة السيدة ربيعة موساوي و المدير الجهوي لحقوق التأليف و الحقوق المجاورة السيد بلهاشمي بوسيف ، و السيد عزري غوثي مدير مسرح عبد القادر علولة ، والسيد زكري المكلف بالإعلام للمهرجان و السيد بوزيان بن عاشور رئيس لجنة محافظة المهرجان و الأسرة الإعلامية لولاية وهران التي حضرت هذه الزيارة التي تم تكريم الفنان على هامشها بمنحه مبلغ من المال يقدر بعشرة ملايين سنتيم ، وشهادة تقديرية لهذا الفنان الكبير ، كما حضر إلى جانب هؤلاء الضيوف كاتب أغاني الفنان أحمد فتحي الشاعر لغماوي إسماعيل الذي طرح على مديرية الثقافة لوهران المشاكل التي يعانيها الفنانون في هذا الظرف ، كما حضر صديق عزيز للفنان طيبي عبد الرحمان ، و العديد من الوجوه و الشخصيات البارزة بمدينة العامرية ، وكذا رئيس المجلس الشعبي البلدي للعامرية حيث لقيت هذه المبادرة إستحسانا كبيرا لدى جميع سكان مدينة العامرية الذين استغربوا أيضا تجاهل السلطات المحلية بعين تموشنت و الثقافية لهذا الفنان الكبير إبن مدينة العامرية الذي لم تقم نحو بأي خطوة تستحق الذكر ، ولو زيارة مجاملة رغم أن أغانية تبث عبر أثير إذاعة عين تموشنت مرارا و تكرارا ، لكن الأمور إنقلبت رأسا على عقب ، ولعل المبادرة التي قامت بها مديرية الثقافة لولاية وهران توقظ مديرية ثقافة عين تموشنت من سباتها العميق .