فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدينا الكرام. لماذا يقبع الكثير من المواطنين العرب وراء القضبان لعشرات السنين لمجرد التفوه بكلمة ضد هذا الزعيم العربي أو ذاك؟ ألم يصبح سب الأنبياء والرسل وحتى الذات الإلهية أهون بكثير من شتم حاكم عربي؟ لماذا يعتبر الحكام العرب أنفسهم أقدس من كل المقدسات؟ لماذا يسجن المجرمون واللصوص وقطاع الطرق والبلطجية في بلداننا لبضعة أشهر ثم يخرجون بينما يختفي كل من يشتم زعيما عربيا خلف الشمس؟ ألم يقل سيدنا عمر رضي الله عنه "من رأى منكم مني اعوجاجا فليقومني" بينما يقول الزعيم العربي من رأى منكم مني اعوجاجا فليخرس وإلا لن يرى النور! ألا يرشق الناس الحكام في الغرب بالطماطم والبيض الفاسد وحتى الأحذية دون أي عقاب؟ لماذا يقبل الحاكم في الغرب كل الإهانات من شعبه مع العلم أنه منتخب ديمقراطيا بينما يرفض الحاكم العربي أي انتقاد مع العلم أنه لا يتمتع بأي شرعية؟ هل يعقل أن يدوس الحاكم العربي على رقاب شبعه ثم يحيط نفسه بالقداسة بينما يعمل الزعيم الغربي المستحيل من أجل شعبه ثم يقبل الشتم والتجريح؟ لكن في المقابل أليست ثقافتنا الاجتماعية العربية مختلفة عن الثقافة الغربية، ألا تحض على احترام الكبير أيا كان؟ أليس تسعة أعشار الإيمان عندنا في طاعة أمر السلطان حتى لو صلى سكران، حتى لو أجرم أو خان حتى لو باع الأوطان؟ أليس حريا بنا أن نحترم قادتنا ونجلهم كما نحترم أهلنا؟ أليس من الوقاحة النيل من حكامنا أو المساس بشخوصهم؟ لماذا هذا التقليد الأعمى للغرب؟ أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هنا في الأستوديو على الكاتب والإعلامي يحيى أبو زكريا صاحب كتاب "أفول الطغاة" وعبر الأقمار الصناعية من دبي على الإعلامي عباس المساوى، نبدأ النقاش بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
إمكانية الانتقاد ونتائجه على المواطن العربي
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس، بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل تعتقد أنه لا يجوز المساس بشخص الحاكم العربي؟ يجوز 86,4%، لا يجوز 13,6%. يحيى أبو زكريا، الزعيم العربي ووسائل إعلامه وأمنه وأجهزته وكل هذا يصورون الزعيم على أنه معبود الجماهير المقدس، لكن في هذا الاستفتاء نجد أن 86,4% حوالي 87% من المصوتين يريدون أن يطالوا هذا الزعيم بما ملكت أيمانهم وأيسارهم، كيف ترد؟
يحيى أبو زكريا: بسم الله الرحمن الرحيم {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ..}[الفرقان:27] بلاد الطغاة أوطاني من بغداد إلى تطوان. أخي فيصل الحديث عن الحاكم العربي حديث ذو شجون وذو سجون أيضا، ولأن الحديث عن الحاكم العربي يجلب السكتة والجلطة والارتعاشة والقشعريرة دعني أمهد لهذا الموضوع شعرا، عسى الشعر سوف يخفف من وطأة هذا الموضوع، نزار قباني في قصيدته الشهيرة "سيرة ذاتية لسياف عربي" أنتقي منها هذا المقطع، يقول:
أيها الناس أنا الأول والأعدل
والأجمل من جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجى وبياض الياسيمين
أنا مخترع المشنقة الأولى وخير المرسلين
كلما فكرت أن أعتزل السلطة
ينهاني ضميري
من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين
من سيشفي بعدي الأعرج والأبرص والأعمى
ومن يحيي عظام الميتين
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر
من ترى يرسل للناس المطر
من ترى يجلدهم تسعين جلدة
من ترى يصلبهم فوق الشجر
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر
ويموتوا كالبقر
طبعا نزار قباني عندما صاغ هذه القصيدة السياسية وهو يهجو الحكام إنما هجا من منطلق الغزل والواقع أن هذه السيرة الذاتية لا تمثل حقيقة الحاكم العربي الذي تحول إلى إله يجرم كل من يتناوله بالنقد السياسي بالنقد الاقتصادي بالنقد الاجتماعي، هو أحاط نفسه بهالة مقدسة واستتبع ذلك بإيجاد أجهزة أمنية تلاحق الأنفاس حتى بات المواطن العربي لا يفتح فاه إلا عند طبيب الأسنان، لا يتمكن أي مواطن عربي وأنا هنا لا أتحدث عن الصحفيين والكتاب والنخب الذين يناقشون عادة السياسات العامة والمسلكيات السياسية لهذا الحاكم أم ذاك إنما أتحدث عن عموم الناس الذين يحاولون أن يشكلوا على الأداء السياسي لهذا الحاكم أو ذاك، بات الإشكال على الحاكم يودي بصاحبه إلى السجون يودي بصاحبه إلى الصحارى يودي بصاحبه إلى القتل والاغتيال، تذكر اليوم على سبيل المثال مجموعة من الشباب تظاهروا في القاهرة، مجموعة ستة أبريل يطالبون بإلغاء حالة الطوارئ ماذا كان مصيرهم؟ الضرب بالعصي الضرب بالهراوات وكأننا في زمن الاستعمار البغيض الذي كان يلاحق الذين يطالبون بالاستقلال، في اليمن ماذا جرى؟ اقتحام لمكتب الجزيرة والاستحواذ على مركز البث التابع لقناة الجزيرة، توفيق بن بريك الصحفي التونسي المعروف توجه إليه وفد سلطوي وطلبوا منه أن يوقع على وثيقة بموجبها لا يتناول الرئيس الحاكم ولا يتناول زوجته ولا يتناول الأخطاء السياسية لهذا الحاكم، هناك عشرات الآلاف من الذين اعتقلوا حتى من الأطفال الصغار الذين لجؤوا إلى الحاسوب إلى المدونات للتعبير عن رأيهم في هذا الحاكم واعتقلوا عن بكرة أبيهم ولم يعتقلوا فحسب بل عذبوا عذابا نكرا ووجهت إنذارات لآبائهم الذين فصلوا عن العالم.
فيصل القاسم: باختصار.
يحيى أبو زكريا: هذا هو الحاكم العربي لا يقبل إشكالا ولا يقبل أن توجه إليه سهام النقد علما أن هذا الحاكم استجمع كل شروط النقد يعني نحن هنا لا نتحدث عن جهله لا نتحدث عن غبائه لا نتحدث عن أنه وصل إلى أرذل العمل وفقد قدرته العقلية على إدارة شؤون الأمة، هو ظالم بامتياز الخصيصة التي تميزه أكثر الظلم البطش، هنالك كما أشرت في المقدمة أن الثقافات تحول..
فيصل القاسم (مقاطعا): بس سنأتي عليها، لكن ننقل هذا الكلام للسيد المساوى في دبي. سيد المساوى يعني أحيلك إلى نتيجة الاستفتاء، السواد الأعظم الغالبية العظمى من المصوتين تريد المساس بالحاكم العربي على عكس ما نسمع في وسائك الإعلام، الكل يريد أن يطاله، كيف ترد؟
عباس المساوى: هذه البضاعة المزجاة التي خلفتها هذه النخب المعارضة وهيجت الشارع وأوصلته إلى هذا التوتر والاحتقان بالرغم من أن الديمقراطية تؤمن بحق العيش للجميع حاكما ومحكوما. أما بالنسبة لما بدأ الأستاذ يحيى أبو زكريا أعتقد أنها نفس المدرسة الهجائية التي تحولت نمط إنتاج نفس المدرسة البكائية التي أنجبت حاخامات وقساوسة ودهاكنة ينظرون ويدفعون بالأمور إلى حافة الهاوية، عندما استمعت إلى خطابه المدبج وهذه الكلمة الطويلة العريضة المفصلة تفصيلا جميلا ورائعا شاعرية بامتياز، أنا أنصحه أن يتحول إلى شاعر غنائي لعله سيفيد الشعب أو الشباب الذين يدافع عنهم الآن الذين يخرجون للمعارضة وانتقاد الحاكم والذين يخالفون الدستور والقانون ويخرجون عن كل الأعراف. سيدي الديمقراطية في الوطن العربي أنت تعرف أنها وليدة وأنت تعرف أن الوطن العربي مر بظروف شتى وكثيرة جدا دفعته إلى أن يفرض حينا الطوارئ بسبب الانقلابات العسكرية والمؤامرات الداخلية والخارجية وأحيانا أخرى بسبب الحكم الموجود ولكن هل هناك فعلا معارضة داخلية أم لا؟ هل هناك قمع كما يصور هؤلاء الإعلاميين أم لا؟ أنا أقول لك وبكل صراحة إنني عندما أتصفح الصحافة العربية أجد فيها ما تقشعر له الأبدان، لصق التهم بالآخرين الاتهام بالخيانة بالعمالة بالارتزاق بالقتل بالتآمر وكأن هذا الحاكم العربي قد تحول إلى أداة بيد الآخرين، من المستفيد من هذه الحالة التي يخلقها الآخرون من أجل أن يخلقوا هذا البون الشاسع وهذا الاختلاف الكبير بين شارع الحاكم وحاكمه؟ لا شك أنهم الأعداء، هل يستطيع الأستاذ يحيى أبو زكريا أن يقول -وأنا أقرأ له كتابات شتى كثيرة جدا واستمعت له في برنامجك لأكثر من برنامج وكذلك استمعت إلى برنامجه في قناة العالم- هل يستطيع أن يقول إنه ليس معارضا من الطراز الجيد؟ أنا أعتقد أنه معارض من الطراز الجيد ومعارض مثله مثل الآلاف من المعارضين في الوطن العربي على طوله وعرضه..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب بس سيد المساوى..
عباس المساوى (متابعا): لكن هل قمعتهم السلطات؟ قد يتعرض الأستاذ يحيى أبو زكريا لشيء؟ لكن الآلاف يكتبون ضد الحكام وضد السلطان..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب سيد المساوى نحن خلينا في موضوع يعني كي لا نتفرع كثيرا من الموضوع، نحن موضوعنا قدسية الحاكم العربي، لا نريد أن نخلط زيد بعبيد معارضة وما بأعرف شو، خلينا بقدسية الحاكم. أليس معه كل الحق عندما يقول إن الحاكم العربي أصبح أقدس من الرسل والأنبياء والذات الإلهية يعني بإمكانك في العالم العربي أن تسب الرسل والأنبياء والذات الإلهية وماشي الحال، لكنك تجرؤ على أن تقول كلمة واحدة بحق حاكم أو رئيس بلدية أو وزير أو مرت الحاكم أو أصهار أو أعمام الحاكم؟ تذهب في 624 مليار داهية، صح ولا لا؟
عباس المساوى: والله يا أخي لا أعتقد ذلك إطلاقا، أنت ترى ما تكتبه الصحف العربية والمانشتات العريضة الطويلة في مصر مثلا ستمائة صحيفة في اليمن التي أفتخر بديمقراطيتنا الفريدة فيها ما يقرب أربعمائة منشور مصرح، اقرأ ما تقوله هذه الصحف وكيف تتعرض للحاكم صباح مساء، ولكن أين المعارضة الرشيدة التي ننشدها أين المعارضة التي تبني ولا تهدم أين المعارضة التي تقوم الاعوجاج؟ ولكن لا نرى إلا الاتهامات لا نرى إلا السب إلا الشتم إلا اتهام الآخرين بكل قذيعة وبكل سافلة واتهام الآخرين بالدونية، أين تكمن مثل هذه الثقافة؟ هذه الثقافة هي عصارة نتاج وأنا هنا لا أحمل الناس البسطاء العاديين ما يقولونه ولكن أحمل المعارضات والنخب الفكرية، هذه العصارة وهذه البضاعة المزجاة التي وردوها وأصولها لهؤلاء لكي يقولوا للحاكم، بالله عليك هل نستطيع أن نتهم حاكما عربيا بالعمالة والخيانة والدناسة والسرقة والاختلاس هكذا بجرة قلم؟ أين هو الاحترام؟ للغرب ثقافته ولنا ثقافتنا، نعم هناك.. الغرب أفرز من الديمقراطية السيئة وللأسف نحن كعرب أخذنا الديمقراطية فقط السباب والشتام واللعان، لم نأخذ ديمقراطية التقانة والنتاج الفكري لم نأخذ الصناعة لم نأخذ التقدم العلمي لم نأخذ شيئا لم نأخذ سوى التقدم.. ثم الأمر الآخر هل يجوز لهذا الصحفي أن يقول في الناس ما يقول بينما لو بصق في وجه أحد أو بصق في وجهه أحد هل يستطيع أن يركله بدون أن يتقدم إلى الحكومة بشكاية أو لا ينتقم لنفسه؟ ما هذه المهزلة وما هذه الفوضى..
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر وصلت الفكرة.
عباس المساوى (متابعا): إنه جنون إنه ذهاب نحو.. إنها هرولة إلى الهاوية، هرولة إلى اللامعقول هرولة إلى اللانتاج.
العلاقة بين الصحافة والسلطة وحدود حرية التعبير
فيصل القاسم: وصلت الفكرة أشكرك وصلت الفكرة. يحيى أبو زكريا يعني أنت تكيل الاتهامات وتهول والوضع ليس كذلك في العالم العربي في عموم العالم العربي يعني الحاكم العربي يتعرض لشتى أنواع الشتائم والتجريح والإهانات، يعني لو أخذت مصر مثالا قال لك ستمائة صحيفة، بعض الصحفيين المصريين يقولون في القيادة المصرية وفي الوزراء وفي الحكومة ما لم يقله مالك في الخمر وكذلك الأمر في اليمن وغير اليمن.
يحيى أبو زكريا: دعني مبدئيا هو حاول أن يتحدى العنوان العريض الذي أنتمي إليه واتهم ثقافتي ثقافة الانتصار للمظلوم والقيام على الظالم، هو اتهمني بأنني أنتمي إلى مدرسة هجائية..
فيصل القاسم: بكائية.
يحيى أبو زكريا: هو ينتمي إلى ثقافة الحشاشين والقرامطة، ثقافة المرجئية والقدرية التي مكنت للحكام الطغاة، هو ينتمي إلى ثقافة تكرس الحاكم الظالم هو ينتمي لأفكار ومبادئ كرست هذا الحاكم العربي، وأبدأ من اليمن، حاكمه استلم خمسمائة مليون دولار نقدي في قصره الجمهوري ليبيد الحوثيين..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب لا، دقيقة مش هذا موضوعنا، دقيقة لا لا..
يحيى أبو زكريا (متابعا): نقول له، من اعتقل في اليمن..
فيصل القاسم (مقاطعا): خلينا بموضوع الصحفيين..
يحيى أبو زكريا (متابعا): عبد الكريم الخواني ست سنوات سجن لأنه انتقد الحاكم في اليمن، اعتقد محمد المقالح خطفته المخابرات اليمنية عشرة أيام وأهله يبحثون عنه والأجهزة الأمنية تقول نحن لا نعرف عنه شيئا..
فيصل القاسم: لماذا؟
يحيى أبو زكريا: لأنه انتقد السلطة القائمة واعتبر أن النظام السياسي سوف يؤدي باليمن إلى التقسيم، إن الحكومة في اليمن أو النظام اليمني للأسف الشديد يقص ألسنة الصحفيين وهو يسمح للطائرات الأميركية أن تقصف الحوثيين وغير الحوثيين، عن أي هجاء يتحدث أخونا عباس المساوى؟ إن عباس المساوى عندما أشار إلى الثقافة التي أحملها ثقافة الانتصار للمظلوم أولا سندنا شرعي في ذلك، الله تعالى يقول في محكم التنزيل {..أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[هود:18] رسول الإسلام المعظم يقول "والله إن المظلوم يقتص من الظالم يوم القيامة، حتى النعجة الجلحاء بدون قرنين تقتص من النعجة القرناء" أي ذات القرنين، هذه الثقافة التي يريدها الشارع العربي يريد..
فيصل القاسم (مقاطعا): وسيدنا عمر.
يحيى أبو زكريا: "لو رأيتم في اعوجاجا قوموني بسيوفكم وإن لم تستطيعوا بألسنتكم"، حتى الإمام علي سيد الفصحاء عندما قال له اليهودي هذا درعي فذهب ليحتكم إلى حاكم شريح القاضي فقال الإمام علي لي الشاهدان الحسن والحسين فقال له القاضي يحكم بهذا الدرع لليهودي، فأقر الإمام علي ذلك، فقال اليهودي حاكم المسلمين ويحتكم إلى القضاء! أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. هل رأيت حاكما عربيا نادى بمحكمة تحاكمه؟ نعم الحاكم العربي لص سرق أموال الأمة وإلا كيف تفسر أنه في قائمة الفوربس معظم الأغنياء من الحكام العرب والذين يسوسون هذه الأمة؟ كيف تقول إن الحاكم العربي لا يظلم وهنالك قوائم إذا تسمح أعدد لك أسماء بعض الصحفيين الذين اعتقلوا بسبب حديثهم عن السطان..
فيصل القاسم: بسبب كلمة.
يحيى أبو زكريا: في اليمن محمد المقالح، صبري بن مخاتن، المدونون الذين اعتقلوا في مصر مالك مصطفى، محسن عادل، محمد الشرقاوي، كريم الشاعر، أسماء علي، عبد الكريم السليمان عمره عشرون سنة حكمت عليه محكمة أمن الدولة في مصر بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة إهانة الحاكم، ماذا قال؟ قال إن الفراعنة يشبهون حاكم مصر. علما أنه أنا أقول إن بعض الفراعنة أفضل من حكام البلاد العربية على الأقل فراعنة مصر مكنوا للنبي يوسف عليه السلام. أين تريدنا أن نذهب؟ تعال نتجول في الوطن العربي، في السودان حسين خجلي رئيس تحرير صحيفة ألوان، وعشرات الصحفيين في تونس لطفي الحجي، بدر السلام الطرابلسي، الفاهم بكدوس، محمد ظاهر عطي، فاتن الحموي، أمين جبلون، أيمن الرزوقي، سليم بوخريس، وتوفيق بن بريك الذي ذهب إليه وفد من السلطة التونسية قالوا له وقع أنك لا تسب الحاكم أو لا تتحدث عنه وسوف نطلق سراحك وأبى أن يوقع لهم على هذا الإقرار، إلى أين تريدوننا أن نذهب؟ حتى في المغرب رشيد نيني مدير تحرير أو صاحب جريدة المساء اعتقلته السلطة المغربية بسبب مقال، ما هو هذا المقال؟ أن مسؤولين مغاربة شاركوا في عرس لمثليي الجنس يعني المخنثين، مسؤولون تخنثوا فشاركوا في عرس، قامت الدنيا ولم تقعد وفرضوا عليه غرامة نصف مليون يورو يا سيدي العزيز، لا يسمح لك أن تكتب في الحاكم العربي فقط، بل لا يسمح لك أن تكتب على وزير الزراعة لا يسمح لك أنت تكتب على هذا القاضي..
فيصل القاسم: رئيس البلدية.
يحيى أبو زكريا: لا يسمح لك أن تكتب على رئيس البلدية. مدير جريدة الهسبريس الإلكترونية المغربي اعتقلوه بتهمة ماذا؟ وسجن بتهمة عدم احترام الملك، ما معنى احترام الملك؟ يعني أن تقول له أنت مولانا أنت الأول أنت الآخر أنت العدل أنت الجمال أنت البهاء أنت السلطة أنت القوت وأنت اللقمة وأنت الثقافة وأنت الفكر! والمصيبة يا فيصل لو أن حاكمنا العربي فيه هذه الصفات والله لأقررنا، المصيبة أنه جاهل لا يفقه شيئا خريج دبابة عسكرية وعائلة مالكة حاكمة خريج ثقافة إمبريالية قحة، هو يتحدث عن الإمبريالية وعليه أن يسأل صاحب مكنز من الذي جلب هؤلاء إلى السلطة في البلاد العربية، فهم لا يعرفون العدل، عندما تقول لي أمن الدولة هذا البعض مثل عباس المساوى يشير إلى أن أمن الدولة هو الذي يتصرف هذا التصرف، هذا تحد خطير للحاكم، إذا كان الحاكم العربي لا يعرف ما يعمله جهاز أمن الدولة فهو غبي، كيف يدير دولة ولا يعرف صغار الأمور فيها؟ حكام السلف كانوا يقولون والله لو ضاعت بغلة في العراق لحاكمني وحاسبني عليها الله، إذا كان هذا الحاكم العربي ما تفعله وزارة الداخلية لا يعرفه، أمن الدولة لا يعرفه، والمخابرات والحديقة الخلفية -كما كان يقول الحسن الثاني- لا يعرفه فتلك مشكلة كبيرة، نحن أمام دويلات تحكم دولة واحدة، أمام أجهزة تحكم دولة واحدة.
فيصل القاسم: جميل سيد المساوى طيب كيف ترد على هذا الكلام وسؤال بسيط يعني ورد أكثر من مرة، المشكلة أنك يعني لا تسجن.. طيب أنا أسألك أيهما أخطر بربك، أن تكون لصا ومجرما تسطو على البيوت وتقتل الناس وتنهب وتسلب وكذا أم أن تقول كلمة في حاكم أو في وزير أو في مسؤول؟ يعني المشكلة في بلادنا العربية الآن إذا سطوت وقتلت وأجرمت تخرج من السجن بعد سنة أو سنتين وتعود إلى.. أما إذا سبيت أو شتمت حاكما تذهب إلى الأبد، تذهب أنت وعائلتك وكل شيء، هل يعقل هذا الكلام في القرن 21؟ تفضل.
عباس المساوى: أولا أستاذ يحيى أبو زكريا أنا لم أقل عن اسمك شيئا أنت كررت لأكثر من مرة عباس المساوى فأقول سامحك الله، لا أريد أن..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب خلينا بالموضوع مباشرة منشان ما تضيع الوقت الوقت يداهمك.
عباس المساوى: هذا أولا، ثانيا أنا ضد تكميم الأفواه ومصادرة الحقوق، ثالثا أنا لم أقل إن الحاكم العربي لم يظلم، هو بشر يخطئ ويصيب ولكنني أقول لماذا هذه الثقافة؟ لماذا ثقافة العداء، لماذا ثقافة تنظيف العلاقة بين الحاكم والمحكوم، لماذا نتبعد كثيرا عن ثقافة الولاء والطاعة التي ذكرها الله في كتابه {..أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ..}[النساء:59]؟ لماذا نريد أن نرفع الدبابة والمسدس والكلاشن في صدر الحاكم؟ لماذا لا نبحث عن ثقافة التواصل مع هذا الحاكم للإصلاح لا للإفساد، لماذا نخلق هذه العلاقة المتوترة بين الحاكم والمحكوم؟ الحاكم.. بعض الأنظمة الحاكمة تتهم المعارضة بالخيانة والمعارضة تتهم الحكومات بالخيانة، إلى أين ستسير بنا هذه الثقافة؟ أنا أبحث عن عقل وازن يبحث عن العلاقة بين الحاكم والمحكوم بما يخدم الشعب والأمة، لا أحد مستفيد من هذه العلاقة المتوترة أبدا إطلاقا، من المستفيد منها إلا أعداء الأمة؟ أما بالنسبة للسارق أو المجرم أو القاتل يجب أن يطبق عليه القانون ويطبق عليه القانون، أما بالنسبة لهجاء الحاكم أو التحدث به ثقافة البناء لا أعتقد أن حاكما عربيا يقوم بسجن الصحفي الذي يكتب كتابة في البناء لا في الهدم، لا يكتب كتابة في الهدم لا ينفخ في بوق الطائفية، سأعطيك مثالا، أكثر من مثال لبعض التقاليع الصحفية والإعلامية لهذه الجوقة.. لهؤلاء المجموعة من الإعلاميين والكثير من الإعلاميين -وأنا أحترمهم- ولا يمسهم سوء رغم أنهم يكتبون في الحاكم ما يقولون وما يشاؤون ولكن يبحثون عن قول وازن وعن ثقافة متزنة. أنت تعرف أن ما حصل واقعة الخرطوم والتي أتاك نبؤها وأتى العالم ربما وأزكمت الأنوف وسار بحديثها الركبان، ما الذي أججها بين فريقي كرة القدم بين مصر والجزائر وكتبت الكتابات في هجاء الأمتين المصرية والجزائرية وأنا أعتقد أن الشعب الجزائري أبدا لم ينس للمصريين ما قدموه في ثورتهم، ولم ينس المصريون أيضا ما قدمه الجزائريون..
فيصل القاسم (مقاطعا): ماشي سيد المساوى، يعني أنت تضع..
عباس المساوى (متابعا): ماذا قال؟ لم يبق أحد ميتا أو حيا..
أصول ممارسة الديمقراطية في ظل اختلاف الثقافات
فيصل القاسم (متابعا): سيد المساوى، ماشي، أنت تضع الكرة في ملعب الصحفيين لكن أنا أسأل سؤالا ويسأله الكثير من الناس العاديين، بربك طيب هل شاهدت كيف يتعامل الناس مع الحكام في الغرب في البلدان الديمقراطية المتحضرة، هل شاهدتهم؟ يعني قبل فترة رشق أحد الشبان توني بلير رئيس الوزراء السابق بكيس من البودرة فغدا رئيس الوزراء كالمهرج، ماذا حصل للشخص؟ أخذته الشرطة وتركته. قبل فترة قصيرة رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني لم يسب أو يشتم، قذفه شخص بتمثال من إسمنت فكسر له أسنانه ووجهه، ماذا حصل للشخص؟ أخذته الشرطة حكموه يمكن أسبوعا وخرج. أنت تعرف ماذا حصل لجورج بوش في العراق ضرب بحذاء ضرب بجوز أحذية من منتصر الزيدي وماذا قال؟ لم يفعلوا شيئا، بربك ولو ضرب أحدهم حاكما عربيا بحبة طماطم أو بحذاء ماذا سيحصل له بربك؟ أنا أسألك.
عباس المساوى: دكتور فيصل لكل قوم ثقافتهم، أولئك لهم ديمقراطيتهم وثقافتهم ولنا ثقافتنا وتعاملنا مع الحاكم ثم إن الديمقراطية التي يتغنى بها الجميع الآن هي ديمقراطية حصرا على الغرب لم يأتوا بها إلينا، عندما تؤتى الديمقراطية إلينا فإن حقوق الحياة تحترم أكثر من العربي في أوروبا وأنت تعرف ماذا فعلت الديمقراطية التي وضعت لها الدعاية والضجيج والصخب الكبير، ما هي الديمقراطية في أبو غريب وفي غوانتنامو وفي العراق؟
فيصل القاسم: جميل كي لا نخرج سيد المساوى كي لا نخرج عن الموضوع، لهم ثقافتهم. يحيى أبو زكريا يا أخي أنت لماذا تريد أن تقلد الغرب في كل شيء؟ يعني إذا رشق الزعيم الغربي بالحذاء أو بالطماطم أو بالبيض يعني نحن نقلد بشكل أعمى؟ نحن لدينا ثقافتنا العربية نحن نقدر الكبير يعني نحن يجب أن نقدر الحاكم ونجله كما نقدر أهلنا كما نقدر الوالدين بعدين لدينا نحن يعني طاعة ولي الأمر، لماذا أنت يعني تضرب عرض الحائط بهذه الثقافة العربية؟ يعني يقول لك إن "تسعة أعشار الإيمان في طاعة أمر السلطان حتى لو صلى سكران حتى لو أجرم أو خان حتى لو باع الأوطان"، يعني الحاكم له قدسية.
يحيى أبو زكريا: أولا أخي فيصل دعني في هذه النقطة أشرح بعض المنطلقات النظرية والتأسيسية..
فيصل القاسم: باختصار.
يحيى أبو زكريا: هذه ثقافة الأمويين والعباسيين ليست ثقافة الأحرار والثائرين، الرجل ينتمي إلى دولة أسس حضارتها الإمام زيد بن علي كان..
فيصل القاسم (مقاطعا): كي لا نستهدف دولة، نحن نتحدث عن الحاكم العربي بشكل عام.
يحيى أبو زكريا: نعم، نعم. يا سيدي العزيز أولا شروط الإمامة لابن قتيبة يقول شروط الحاكم أن يكون عادلا زاهدا عالما تقيا ورعا منسجما مع تطلعات الناس، ثانيا يجب على الأمة أن تفوض الحاكم، دلني على حاكم عربي فوضته أمته، أليس كلهم زوروا الانتخابات أليس كلهم وصلوا بانقلابات أليس كلهم تمكنوا بمؤامرات أليس كلهم قتلوا وسحلوا وذبحوا واستنزفوا مقدرات الأمة ليظلوا في الحكم؟ ثم على أي أساس يظل الحاكم عبقريا حتى لو بلغ الثمانين سنة؟ ألا يفقد هذا قدرته العقلية ألا يفقد قدرته على إدارة شؤون الدولة؟
فيصل القاسم: الفيزيولوجية حتى.
يحيى أبو زكريا:على أي أساس يا سيدي العزيز الحاكم العربي هذا يجب أن أطيعه؟ المولى عز وجل عندما قال أطيعوا أولي الأمر منكم، من هم ولاة الأمور؟ هم الفقهاء هم العلماء هم الكتاب هم النوابغ هم العباقرة هم الذين لا يخونون أمتهم، أنا أطيع حاكما عربيا يجلب لي نتنياهو إلى بلادنا؟ أطيع حاكما عربيا يعتقل المناضل العربي سامي شهاب لأنه ذهب ليواجه الكيان الصهيوني في غزة؟ أطيع حاكما عربيا يبيع الغاز المصري بأرخص الأثمان للشعب الإسرائيلي؟
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب، لا نريد، نحن موضوعنا عام.
يحيى أبو زكريا (متابعا): أطيع حاكما عربيا يقصف شعبه بالدبابات والفوسفور والنابالم؟ أطيع حاكما عربيا يفرض حالة الطوارئ يلغي بموجبها الحريات ويتجسس على الأزواج في مخادعهم والأبناء في مدارسهم ويتجسس على الأمة كل الأمة حتى بات الإنسان إذا أراد أن يفتح موضوع الحاكم في المقهى يخاف، بمجرد أن يتخيل يحلم بالحاكم العربي فإنه لن يذهب إلى عمله في اليوم التالي! إذاً هنالك خطأ إستراتيجي في الثقافة العربية، قضية ولاة الأمر، من هم ولاة الأمر؟ أتصور.. اسمع هذه القضية الفقهية..
فيصل القاسم: باختصار.
يحيى أبو زكريا:التي عولجت في العصر العباسي، قوم من الفقهاء عالجوا موضوع من يحكمنا، الحاكم الكافر العادل أم الحاكم الظالم المسلم؟ جمهور الفقهاء من كل الفرق قالوا لا، نريد الحاكم العادل الكافر، لماذا؟ لأن عدله للجميع وكفره لنفسه. أما الحاكم العربي لا هو مؤمن بربه لأنه يجيز سب الأنبياء ويجيز سب الرسل ويجيز سب الله، لقد رأيت بأم نفسي مواطنا عربيا يسب حاكما عربيا فجاء الشرطي قال له لعن الله خالقك وربك وكذا، أتسب حاكمنا؟
فيصل القاسم: تصور!
يحيى أبو زكريا: يا سيدي العزيز، سب الله جائز سب محمد جائز سب الصحابة جميعا جائز سب الأنبياء جائز انتهاك الشرائع جائز انتهاك الأديان جائز شرب الفودكا والويسكي وتوزيع دائرة الخمور والمفاسد جائز لكن شرطا واحدا أو شيئا واحدا غير جائز أن تطاول الحاكم العربي، لا يمكنك أن تطاله في شخصه أن تقول هذا حاكم جاهل هذا حاكم أمي، والله هذا حاكم جلب لنا الأميركان جلب لنا بني إسرائيل إلى جغرافيتنا، لا يمكنك أن تناقش اقتصاده، سرق يا أخي سرق يعني حكام عرب يعني ثرواتهم بمليارات الدولارات، حاكم عربي يا سيدي -دعني فيصل أكمل- قطع علاقات بلاده مع دولة أجنبية لأن ابنه اقترف خطأ يستوجب العقاب، لو أن مواطنيه -للأسف الشديد- استغاثوا به لما أغاثهم بينما ابنه اقترف الحرام، قطع علاقات بلاده مع تلك الدولة من أجل ابنه! أي حكام صعاليك هؤلاء! أي حكام يجب أن نطيعهم؟! لا والله "عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهرا سيفه" لو أن هذه الثقافة كانت رمزا في العالم العربي عنوانا في العالم العربي لما استمر الظلم لما سجننا حاكم لما أذلنا حاكم لما باع مقدراتنا حاكم..
فيصل القاسم (مقاطعا): جميل جدا، وصلت الفكرة. سيد المساوى طيب يعني ألا تتعجب عندما تنظر إلى الحاكم الغربي تجد أن الحاكم الغربي أولا منتخب شعبيا ديمقراطيا يعني يقدم المستحيل أو يفعل المستحيل من أجل شعبه من أجل رفعة شعبه من أجل كرامة شعبه من أجل إطعام شعبه من أجل بناء مجتمعه مع ذلك يقبل التجريح ويقبل الشتم ويقبل المسبات، أما الحاكم العربي تجد أنه يبطش ويقتل ويخرب ويعيد الأوطان إلى القرون الوسطى مع ذلك يريد من شعبه أن يقدسه! بربك كيف تفسر لنا هذه العقدة؟ تفضل باختصار.
عباس المساوى: لا، أنا باختصار والأستاذ يحيى أبو زكريا يتحدث ما يشاء؟ هذه ليست معادلة، هذا أولا..
فيصل القاسم: لا، لا، تفضل.
عباس المساوى: دعني أتحدث، أنا سكت كثيرا وتحدث كيف ما يشاء وكيفما يشاء وكما يحلو لك. الأمر الآخر ما هو البديل الذي يريده الأستاذ يحيى أبو زكريا؟ هل نحمل السلاح ونتقاتل في الشوارع؟
يحيى أبو زكريا: لا.
عباس المساوى: هل نقاتل الجيش والأمن والسلطان وأجهزته الأمنية؟
يحيى أبو زكريا: لا، لا..
عباس المساوى:لم أقاطعك..
يحيى أبو زكريا: لينسحب الحاكم العربي، يا عباس..
عباس المساوى: لم أقاطعك يا أخي.
يحيى أبو زكريا: في هذه الأمة والله العظيم يا عباس..
فيصل القاسم: بس دقيقة يحيى..
يحيى أبو زكريا: جملة، جملة..
فيصل القاسم: لا، لا، يحيى، له الوقت.
عباس المساوى: أنا لم أقاطعك.
فيصل القاسم: تفضل عباس المساوى تفضل لك الوقت.
عباس المساوى: أنا أعتقد أن الأستاذ يحيى أبو زكريا كان باقيا في إيران وكأنه قد تلقى كثيرا من الدروس في قم وجاء بهذه الثقافة التي تريد..
فيصل القاسم (مقاطعا): يا سيدي لسنا..
يحيى أبو زكريا: لي الشرف، لي الشرف، يا ليتنا نستفيد من تجربة قم وتجربة نجاد، هو الحاكم العربي الوحيد وهوغو تشافيز هو الزعيم الإسلامي الوحيد..
عباس المساوى: دكتور فيصل.. سأنسحب.
فيصل القاسم: بدون مقاطعة، تفضل يا سيدي، بدون شخصنة سيد المساوى لو تكرمت، تفضل.
عباس المساوى: هو شخصن كثيرا لماذا هو يشخصن وأنا أتحدث معه بهذه الطريقة؟
فيصل القاسم: خلينا بالموضوع ما نضيع الوقت.
يحيى أبو زكريا: يتكلم في الخرافات.
فيصل القاسم: سيد يحيى أرجوك تعطيه الوقت، مش لك الوقت رجاء، تفضل يا سيدي.
عباس المساوى:أولا بالنسبة لما يكون في الغرب وما يكون في بلدنا نعم حكامنا يعملون لأوطانهم نعم يعملون لشعوبهم نعم يعملون لنهضة أمتهم لكن أنت تعلم ما الذي تتلقاه هذه الشعوب من تآمرات الآخرين ومن الحصار المفروض عليهم في كل شيء سواء في التقانة أو في الاقتصاد أو في غيره والحروب التي استمرت والهجوم والتفتيت والاستعمار الذي استعمرها بعدها لم تتحرر إلا من ثلاثين عاما تقريبا، ثم يا أخي العزيز لماذا لا نبحث عن العقل الوازن الذي يجمع بين الحاكم وشعبه ويصلح؟ أقول لك بكل صراحة كل الانقلابات وهذه الثقافة التي تؤدي إلى الانقلابات وإلى كره الحاكم وإلى خلق هذه الفتنة المستوطنة المستوردة التي يريد الآخرون أن يجعلوها في أوطاننا حتى ننشغل بعضنا بعضا، يا أخي مثل هذا الخطاب هو خطاب جهنمي شمولي خطاب يرمي إلى الاتكال وإلى الانقلاب، خطاب أبدا لا يقدم الاحترام للآخر ولا يقدم حق الكبير في العيش ولا حق الصغير كذلك في العيش، إننا نبحث عن العقل الوازن نبحث عما يصلح الشعوب لا عما يفسدها، جربنا الانقلابات وما رجعت الانقلابات كلما دخلت أمة لعنت أختها، جربنا صناديق الاقتراع بصراحة الحاكم سيبقى هكذا هكذا تقول الظروف وهكذا تقول الموضوعية الحاكم سيبقى الحاكم سيبقى، إذاً ما لنا إلا أن نبني علاقة بين الحاكم والمحكوم أن نبني علاقة البقاء أن نبني علاقة الاستقرار أن نبني علاقة الديمومة والبقاء والعيش في سلام للجميع. ثم إني أقول لك إنه لم يبق أحد لا كبيرا ولا صغيرا لا حاكما ولا محكوما ميتا حتى الزعامات التاريخية لم تنج أبدا من القذف، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ما إن نشرت الصحف الدنماركية صورا له صلى الله عليه وسلم إلا وأعادت بعض الصحف العربية تكرارها بدعوى حرية التعبير، ما هذه الحرية يا أخي؟! كل الأنبياء وكل الصحابة كلهم..
فيصل القاسم (مقاطعا): خلينا بالزعماء.
عباس المساوى: نعم بالزعماء والولاة وهؤلاء هم زعماء ومن أفضل زعيما من النبي صلى الله عليه وسلم؟
فيصل القاسم (مقاطعا): جميل جدا، سيد يحيى أبو زكريا..
عباس المساوى(متابعا): ثم انظر ماذا يقول..
دور المعارضة بين خطاب التحريض ومشروع البناء والتقريب
فيصل القاسم (متابعا): سيد يحيى أبو زكريا لماذا تريد النيل من الحاكم؟ لماذا لا تبني معه علاقة ود؟ لماذا، يقول لك لماذا أنت تؤجج لماذا تريد من الشعوب..
يحيى أبو زكريا: أولا، أقول لهم ما قاله سقراط، سلمنا، سلمت بنظريتك أنه يجب أن نكون وادعين من الحاكم، الآن يا سيدي سلمنا النخب الأنتلجنسيا العربية سلمت بأن الحاكم قد يدخل في حوار مع المثقفين مع الشعب المضطهد مع المظلومين، أي حاكم بدأ بخطوة حوار نحو الداخل؟ هل رفع الحاكم العربي حالة الطوارئ؟ هل ألغى الحاكم العربي إجراءات الظلم والتعسف؟ يا سيدي يوجد حاكم عربي طلب من وزارة البريد أن تصمم طابعا بريديا عليه رسمه وشكله فبعد أيام وصل تقرير إلى الرئاسة أن والله هذا الطابع لا يعمل..
فيصل القاسم: لا يلصق.
يحيى أبو زكريا: أحسنت، لا يلصق، فسأل أجهزة المخابرات قالوا له والله اللاصق استوردناه من ألمانيا يعني شيء جميل ومحترم، تبين أن الشعب يبصق على صورته وليس على الجهة الصحيحة يعني عندما يريدون أن يلصقوا يبصقون على وجه الحاكم العربي! نعود، هذا الحاكم العربي ألا يستطيع مثلا الحاكم العربي أن يتخذ قرارا، أنا رئيس الجمهورية بالمرسوم صفر صفر أتخذ قرارا برفع حالة الطوارئ، أنا رئيس الجمهورية بمرسوم واحد اثنين أقر بأن كل المسجونين السياسيين يطلق سراحهم، أنا رئيس الجمهورية المعتوه أقر أنه لا أحد يعتقل بناء على نقد لدولة أو نقد لحكومة، أنا رئيس الجمهورية أقر أن ثروات الأمة النفط والغاز توزع بالعدل على المساكين والمستضعفين، أنا رئيس الدولة قررت أن ألغي البيوت القصديرية والبيوت الخشبية وأسكن الناس في أماكن محترمة، أنا رئيس.. أي رئيس فعل هذا؟ هنا يخلق القرار المعرقل لهذه الأمة، حتى..
فيصل القاسم (مقاطعا): يعني باختصار، بس دقيقة، تريد أن تقول..
يحيى أبو زكريا: (متابعا): الحاكم العربي هو المعرقل الأساسي للمشروع النهضوي.
فيصل القاسم: يعني أنت تريد أن تقول باختصار إن هذا الزعيم العربي يهين الأمة بأكملها سياسيا واقتصاديا وثقافيا ولا يريد من أحد أن يهينه شخصيا.
يحيى أبو زكريا: بطبيعة الحال، هو لا يهين فقط هو يهين ويظلم ويستعبد ويذل وكل معاني ومصطلحات الإذلال والاحتقار.
فيصل القاسم: ماشي، طيب أنت ذكرت.. سيد المساوى، يعني أنت يحيى أبو زكريا ذكرت موضوع الصور صور الحاكم، بربك سيد المساوى يعني ألا يخجل الحاكم العربي على نفسه عندما يضعون له صوره في المزابل في دورات المياه تحت المابعرف شو يعني أينما تذهب بتطلع لك صورة طولها عشرين ألف متر للحاكم العربي، حتى على الآثار الرومانية والآثار البيزنطية والآثار بيحطوا لك صورة الحاكم العربي مع أنه ما له علاقة فيها ولا من يحزنون، طيب ألا يخجل هذا الحاكم، لماذا هذا الكم الهائل من الصور في الشوارع في السيارات في كل مكان في المزابل؟ طيب هل يعقل يعني كيف يسمح لنفسه أو يسمح للناس أنه تحط صوره بهذه الأماكن بربك؟ كما يقول لك يعني الناس يقول لك تضع صور الزعماء في بيوتها خوفا من البطش، يعني أحد الإخوة هنا يقول في مشاركة الناس تضع صور الحكام في بيوتها وتبصق عليها ليل نهار!..
عباس المساوى: أنا أرى هذه مداخلة وليست سؤالا يا دكتور فيصل.
فيصل القاسم: متى يوقن الحاكم العربي أنهم لا يضعون صوره حبا به بل خوفا منه وبطشه ويبصقون عليها؟
عباس المساوى: دكتور فيصل، أنا أؤكد لك أن الأستاذ يحيى أبو زكريا يرد الأستاذ يحيى أبو زكريا ممن يتحدثون بهذا القول ولو قدر لهم أن يكونوا زعماء لفعلوا أكثر مما يفعله الزعماء..
يحيى أبو زكريا: هيهات، هيهات.
فيصل القاسم: بس دقيقة.
عباس المساوى: ثم ما هي الثقافة..
يحيى أبو زكريا: هيهات، لا تشوه. في هذه الأمة شرفاء في هذه الأمة من هم أشرف من حكامك، أنت الذي بعت، نحن لم نبع ولو قتلنا في المنافي..
فيصل القاسم: بس دقيقة سيدي، رجاء اعطه وقته، رجاء، اتفقنا..
يحيى أبو زكريا: لا يفتري علينا.
فيصل القاسم: اتفقنا بدون مقاطعة، تفضل سيد مساوى بدون شخصنة، تفضل.
عباس المساوى: جميل، إذا كان البديل هو الاقتتال والانتحار والتحارب والاحتراب والتناقض والتصادم والتشابك ما هو البديل إذاً إذا كان.. هل توجد ثقافة بديلة؟ لماذا لا نقدم ثقافة التغيير؟ أين المشاريع البديلة أين هي المشاريع لدى المعارضات وعند الرموز الإعلامية؟ ما هي مشاريعهم؟ أنا لم أسمع إلا اقتتال ووجوب خروج على الحاكم ولعن الحاكم وسب الحاكم ويروح الحاكم في ستين داهية وإن شاء الله ما خلق الحاكم ولا وجد الحاكم، ما هي الثقافة البديلة؟ لماذا لم تقدم هذه النخب أي مشاريع وهؤلاء الإعلاميون أي مشاريع تفيد المجتمعات؟ لماذا لم يقدموا إلا ثقافة القدح والشتم والسب والتخوين؟ أين هي الثقافة البديلة؟ أقول لك إن المعارضة العربية ومن يروجون لهذه المعارضات هم.. ليس هناك إعلام متوازن، هناك قبائل إعلامية ومليشيات إعلامية هناك إعلام البزنس إعلام التشهير والرقص وإعلام الخنا والرذيلة، لا يوجد إعلام يا أخي، من يدفع للزمار؟ مثلما قالت الكاتبة البريطانية، عبارة عن بنادق في أيدي الآخرين، بكل صراحة وبكل وضوح، لماذا لم يقدم الإعلاميون..
يحيى أبو زكريا (مقاطعا): يا فيصل..
فيصل القاسم: لا، لا، دقيقة. سيد المساوى..
عباس المساوى (متابعا): ولماذا لم تقدم المعارضات مشاريع بديلة؟ مشاريعها ساقطة وسقطت في الانتخابات وستسقط في الانتخابات لأنها لم تقدم أي مشاريع جاذبة ولم تقدم أي مشاريع مفيدة للمجتمعات..
فيصل القاسم (مقاطعا): جميل جدا، أسألك سؤالا..
عباس المساوى (متابعا): لم تقدم إلا السب والشتم والخروج على الحاكم، أنا لا أريد إقصاء الحاكم يا أخي..
فيصل القاسم: ماشي بس أسألك سؤالا..
عباس المساوى: أنا لا أدافع عن الحاكم ولا غير الحاكم، أنا أبحث عن عقل وازن يؤمن بالترابط والتوافق والتواصل بين الحاكم والمحكوم، كي نبني ثقافة الود والانتماء..
فيصل القاسم: طيب جميل جدا، أنا أسألك سؤالا..
عباس المساوى: لا نريد أن نقدم ثقافة الاقتتال والاحترام والتعامل مع الآخر من أجل نسقط هذا الحاكم.
فيصل القاسم: طيب ماشي أنا أسألك سؤالا سيدي، هذا كلام سليم ومن حقك أن تهاجم كل المعارضات والمرتزقة وكل هذا الكلام، ماشي؟ طيب أنا أسألك سؤالا، كيف تستطيع أنت كصحفي أو كإعلامي أن تبرر مثلا أن يسجن شخص لمجرد أنه سمع شخصا آخر ينتقد زعيما ما ولم يرد يعني هو لم ينتقد ولم يهاجم لكنه كان في حضرة مجموعة من الأشخاص سبوا الزعيم الفلاني أو المسؤول الفلاني فإذا به يوضع في السجن ليس لأنه سب بل لأنه كان موجودا! بربك هل هناك مسخرة وتفاهة وسخافة أكثر من هذه المسخرة؟ يعني هل يعقل أن تسجن شخصا لأنه لم يجب..
عباس المساوى: أولا..
فيصل القاسم: دقيقة، هل يعقل أن تسجن شخصا لأنه قال إن الزعيم الفلاني مريض؟! طيب بربك لماذا يمرض حكام إسرائيل ويبقى حكامنا أصحاء؟! في إسرائيل عندما يمرض رئيس الوزراء يخرج بعد عشر دقائق ويعمل مؤتمرا صحفيا ويقول أنا مريض وعندي cancer وعندي كذا وكذا ويعين نائبا له، عندنا الحاكم العربي يخرف يعني يصاب بألف مرض وكذا وكذا ويظله يحكم! طيب يعني أليس من العيب أنك لا تستطيع أن تقول عن الحاكم إنه يمرض؟! يعني كل الدنيا بتمرض وبتموت إلا الحاكم العربي! كيف تفسر ذلك؟
عباس المساوى: أولا يا صديقي أنا ضد تكميم الأفواه ومصادرة الحقوق وسجن الناس ظلما بغير دليل وبتهم أنه عبر عن رأيه، من حق الصحفي أن يعبر عن رأيه الذي يبني، لا يعبر عن رأيه بسب الآخرين وشتمهم وتخوينهم وإهانتهم. ثم أنت لعلك تحيل ما يقال عن مرض الرئيس إلى ما كتبه إبراهيم عيسى وقصة..
فيصل القاسم (مقاطعا): نحن نتكلم بشكل عام، العملية نحن لا نتحدث عن بلد بعينها، عن كل الدول.
عباس المساوى: القصة التي كتبت -لن أذكر الأسماء- القصة تلك التي كتبت خسرت جمهورية مصر العربية 350 مليون دولار في البورصة كما قال البنك المركزي المصري، دعاية وشائعة عن مرض الزعيم هزت الاقتصاد المصري، بالله عليك بربك أنت كإنسان عادي، هل يحق لهذا أن يكتب عن مرض الزعيم وعن قرب.. بل بعض الصحف كتبت أنه أوشك على الموت وهو يخرج بين الناس، ثم إن هذا الرجل بطل من أبطال أكتوبر مناضل..
فيصل القاسم: جميل جدا، نحن لا نتحدث عن زعيم بعينه أرجوك..
عباس المساوى: قومي عربي، ماذا يقول العرب عن السادات بطل العبور؟
فيصل القاسم: أرجوك يا سيدي نحن لا نتحدث عن زعيم بعينه نتحدث عن ظاهرة عربية وأرجوك ألا نحدد، نحن لا نتحدث عن زعيم بعينه، هذه ظاهرة عربية. سيدي، طيب أنت لماذا تريد أن تخلق البلبلة؟ لماذا تريد أن تخلق المشاكل؟ لماذا تريد أن تنشر الشائعات؟ أيضا حتى مرض الرئيس مرض الزعيم في العالم العربي هو سر قومي، سر قومي يعني شئت أم أبيت.
يحيى أبو زكريا: والله أنا فيصل أدعو الله صباحا ومساء يميت كل الطغاة ويقص رقابهم ويقص أجنحتهم. أولا هذا الذي يتحدث من مكان ما أشار إلى أن البورصة المصرية فقدت 350 مليون دولار، يا أخي أموال البورصة ليست لصالح جمال مبارك وحسني مبارك..
فيصل القاسم (مقاطعا): يا سيدي مش هذا موضوعنا..
يحيى أبو زكريا: أليس..
فيصل القاسم: رجاء مش هذا موضوعنا..
يحيى أبو زكريا: من يستفيد؟
فيصل القاسم: رجاء، رجاء، لا أسمح لك، رجاء نحن نتحدث عن ظاهرة.
يحيى أبو زكريا: أموال البورصات من يستفيد منها؟ القطط السمينة من أبناء النظام، ضباط أمن الدولة والضباط الكبار، يستفيد منها الفقراء والمستضعفون؟ فلتخسر كل البنوك! من أجل ألا يتحدث صحفي عن مرض الرئيس؟ ثم من يكون هذا الرئيس حتى لا أتحدث عنه أنا؟ أشار إلى أن الرئيس فليبق، لا لن يبقى الرئيس لن يبقى الظالم ما دام في هذه الأمة الإسلامية أنفاس حرة وعزائم الرجال جبارة والله لن يبقى طاغية..
فيصل القاسم (مقاطعا): يا سيدي كيف تقول هذا الكلام؟
يحيى أبو زكريا: لن يبقى طاغية يا فيصل.
فيصل القاسم: يا سيدي أي أنفاس؟ مين فرعنك يا فرعون؟ أنت تقول لي أنفاس وما بأعرف وأبطال ودنيا! يا سيدي هذا الزعيم العربي، الزعيم العربي يحيط نفسه بهالة من القدسية لأنه يعرف أن شعبه عبارة عن..
يحيى أبو زكريا: يا فيصل..
فيصل القاسم: ما بدي أقول لك بعدين مشان ما حدا يزعل، الشعوب لا تستطيع أن تتحرك، مين فرعنك يا فرعون؟ بتجي بتقول لي شعوب؟! من حق الحاكم العربي أن يدوس.
يحيى أبو زكريا: يا فيصل أنت درست في بريطانيا وتعرف ول ديورانت صاحب قصة الحضارة، يقول الأمم الخائفة لا تصنع حضارة، من ركب عنصر الخوف في المواطن العربي؟ من ذا الذي دجن هذا المواطن العربي؟ من ذا الذي استأصل رجولته وفحولته؟ من ذا الذي استأصل إقدامه على التغيير من ذا الذي عقم العقول؟ عندنا أكثر من أربعمائة ألف عقلية عربية إسلامية مهاجرة في الغرب، من ذا الذي لاحقها؟ هذا الحاكم يا فيصل مسألة الشارع العربي غير متقد، لا، كان حاضرا في كل القضايا الكبرى، الحاكم العربي هو الذي خان أمته هو الذي باع أمته هو الذي جلب الكيان الإسرائيلي إلى العالم العربي..
فيصل القاسم: طيب ماشي وصلت الفكرة.
يحيى أبو زكريا: هو الذي جلب جورج بوش وبعده أوباما.
فيصل القاسم: ماشي. سيد مساوى يعني نحن على وشك أن ينتهي البرنامج، كيف ترد على الذين يقولون إن تصرف الحاكم العربي مع شعبه بهذه القسوة لمجرد أن شخصا يعني يرتطم بدراجته بصورة الزعيم يعني شخص يرتطم بصورة الزعيم بالغلط تصور أن هذا الشخص يختفي! ويا أخي هالبسكليت دق بهالصورة يعني وشو صار يعني؟ يختفي! يقول لك كل زعيم يتصرف مع شعبه بهذه الطريقة يدل على أنه زعيم جبان زعيم رعديد وأنت تعلم كما قال عبد الرحمن الكواكبي في "طبائع الاستبداد" إن أكثر الناس جبنا في التاريخ هم الطغاة والمستبدون لأنهم مستبدون لأنهم يخافون لأن.. البعض يقول بالحرف الواحد إنهم كاللصوص كما ترى اللص عندما يدافع عن مسروقاته بأسنانه وهكذا الأمر بالنسبة للطغاة والمستبدين. كيف ترد عليه؟ أبو سامر، تفضل.
عباس المساوى: أولا أنا لم أر هذه القسوة وهذه العلاقة بين الحاكم والمحكوم إلا في أذهانكم وفي ألسنتكم الآن، لم أر هذا القتل ولا الناس تسحل في الشوارع ولا تقتل ولا تذبح ولا تسفك ولم أر ما يقوله الأستاذ يحيى أبو زكريا ولم أر ما تقوله دكتور فيصل، أنا لم أر إلا بعض الأقوال والديباجة الجميلة المنمقة وبعض العناوين والكلمات والمفردات..
يحيى أبو زكريا (مقاطعا): لأنك تعيش في برج العرب يا سيدي، تعيش في برج العرب في دبي.
فيصل القاسم: ماشي، سيد يحيى لا، أنا أسألك سؤالا أخيرا ما بدنا نضيع الوقت، ماذا تقول للشعوب العربية التي تكمم أفواهها وتسجن وتوضع خلف الشمس لمجرد كلمة بحق حاكم؟ باختصار وبدون..
يحيى أبو زكريا: أقول للشعوب العربية أن تملك الجرأة وتقذف الحكام الطغاة ووجوههم بأتعس النعال وأوسخ النعال وألا تترك الخوف يتملكها ويصادر قدرها وقضاءها ويصادر المستقبل..
فيصل القاسم: أشكرك. سيد..
يحيى أبو زكريا: أما الحاكم العربي إذا كان يسمع..
فيصل القاسم: بس خلص انتهى الوقت..
يحيى أبو زكريا:الحاكم العربي..
فيصل القاسم: الكلمة الأخيرة ماذا تقول سيد المساوى؟ الكلمة الأخيرة لك، ماذا تقول لكل من يحرض على تجريح الحكام العرب؟ باختصار جملة واحدة.
عباس المساوى: أولا أنا أقول لكل من يحرض على الحكام العرب أنتم سحابة صيف أنتم زوابع فنجانية أنتم كمن يكتب في الماء لا أثر لكم عند الشعوب لأن الشعوب تؤمن ببرامج تؤمن بأفعال لا تؤمن بأقوال..
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر..
عباس المساوى: أقول للشعوب تمسكوا بحكامكم..
يحيى أبو زكريا: لا، لا، فيصل لا، جملة أخيرة..
فيصل القاسم: انتهى الوقت..
عباس المساوى: وتعاملوا معهم، خذوا حقوقكم وأعطوهم حقوقهم..
يحيى أبو زكريا: أدعوه إلى قراءة تاريخ الطبري ليعرف أن الذي ساد هم الأحرار وليس الطغاة.
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر. مشاهدي الكرام لم يبق لنا.. أو قبل أن نشكر مشاهدي الكرام لاقتراح موضوعات وضيوف لبرنامج الاتجاه المعاكس يرجى التواصل على البريد الإلكتروني opp@aljazeera.net لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا الكاتب والإعلامي يحيى أبو زكريا صاحب كتاب "أفول الطغاة" وعبر الأقمار الصناعية من دبي الإعلامي عباس المساوى، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء