http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/2C17A84C-2239-4DF3-A841-4A7AD20F27FE.htm
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص و حكايات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص و حكايات. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 16 مايو 2011

خارج على القانون

اسمه كـريم واسم والـده عبد العزيز ولأن من أسماه كريماً كان يتوسم فيه الخير وكان يتمنى أن يشاهده في أعلى مقامات الحياة الاجتماعية ، ينتعل حذاء غوتشي ويقود اشهر السيارات العالمية ، بل توسم فيه أكبر من ذلك ، أن يكون شهماً ، نبيلاً ، خلوقاً ، تشتاق نفسه إلى فعل الخير وتعيف نفسه فعل الشر ، ولكنّ الحال حال دون تحقيق الأمر المحال بسبب أو بآخـر من مسببات ضنك العيش أو لأنه بكل بساطة لايملك أوراق ثبوتية تثبت بأنه فلان ابن فلان ، ولكن أمه تعلم وأباه يعلم وجاره يعلم وكل فرد في حيه يعلم بأنه فلان ابن فلان لذلك لم يتمكن من تحقيق أمنيات كثيرة كان يحلم بها والده ووالدته التي قاربت على الفناء ، بل لم يتمكن من تحقيق أبسط الاشياء ... أن يعيش بسلام بوجود القانون الوضعي .

ماذا يفعل ؟! ماذا يفعل ؟! ، حائر فكره ، مشغولة هي نفسه ،كل الخيارات متاحة أمامه ، وضنك العيش بداخله يصرخ : ابحث عن لقمة عيشك بأي وسيلة كانت. نظر من حوله فوجد أن صديقه كذّب نبوءة والده حينما تنبأ واستبشر به خيراً بعد ولادته فأطلق عليه اسم ( أبو الخير ) وذلك بعد أن امتهن مهنة بيع المخدرات والمسكرات حتى أصبح صديق حميم لكل غرف التأديب بمغافر الشرطة ولكنه على كل حال يجني الأموال الطائلة من هذه المهنة فلماذا لايمتهن هذا المنهج ثم بعد ذلك يتوب؟.وفي الجانب المقابل وجد صديق صديقه السابق من أشهر السارقين المحترفين في الحي فلماذا لايتدرب على يديه حتى يفوقه مهارة ثم يتوب ؟. كثيرة هي النماذج الخارجة على القانون التي عرضها - بكل تلميع وإتقان - ابليس على فكر كريم وبعد الكثير من التردد والتفكير وبلحظة حاسمة قرر كريم عبد العزيز أن يمتهن كل المهن وأن يعيش حياته خارجاً على القانون ولكن بشكل مختلف.
..مهنة دفع العربيات
( عربية عربية .. ها ياحاج عربيـة ؟ ) تحت أشعة الشمس المحرقة وفوق الاسفلت المشتعل ، وقف أكثر من كريم و أكثر من عزيز يرددون هذه العبارات بإلحاح شديد على جموع المعتمرين المتدفقين صوب الحرم ، بعضهم نال نصيبه وبدأ بدفع عربته والعرق يتصبب من جبينه ، والبعض الآخر مازال ينتظر بدون ملل أو تعب ، ولكن كانت هناك أعين تترصدهم وتراقبهم باستمرار من حيث لايشعرون ، تنتظر اللحظة الحاسمة للقبض عليهم لأنهم بكل بساطة مارقين خارجين على القانون. كبسة كبسة ... صيحة أطلقها أحدالكرماء الاعزاء عندما شاهد مجموعة من الاشاوس يحملون أجهزة لاسلكية يحيطون بالمكان على شكل كماشة ؛ بضع دقائق فقط كانت كفيلة بالقبض على العشرات من الكرماء بكراسيهم المتحركة وسط استنكار من جموع الزوار والمشاهدين . صُفع أحدهم على وجه لأنه قاوم الاعتقال ثم طرد من المكان حتى لايشاهد المسؤول مكان الجريمة ( الصفعة ) ثم اقتيد من اقتيد لتوقيف مخصص للكرماء يقع بجوار وقف ملك الانسانية حتى ينظر في أمرهم.
بعد ساعات من الحرمان والتوقيف قرر المسؤول ( جزاه الله خيراً ) الافراج عن كل الكرام بعد أن كتبوا على انفسهم تعهدات بعدم تكرار هذا الفعل المشين وإلاّ ستكون العقوبة مضاعفة وربما وصل الأمر للمحاكمة. عندها قرر كريم ومن معه من الكرماء البحث عن نشاط آخر بعد أن ضيق عليهم رجال القانون أكل عيشهم.
مهنة تعبئة جوالين زمزم
( ها ياعمي تبغاني اعيبلك الجوالين ؟ ) .. عبارة يسمعها كل مرتاد لبئر زمزم في كدي وصاحب هذه العبارة على يقين بأنه في خطر وقد يقبض عليه في أي لحظة بسبب التواجد الأمني المكثف حول البئر ولكن كريم لاتوجد لديه فرصة للتفكير بهذا الخطر لأنه على يقين بأنه لايفعل أمراً محرماً وهذا التواجد الأمني ربما لأمر آخر يجهله..شاهد كريم رجل طاعن في السن يوقف سيارته بجانب الطريق فتوجه إليه مباشرة وقال له ( ها ياعمي تبغاني اعيبلك الجوالين) ؟.. تبسم الرجل في وجهه ولأنه يحب الخير اتفق معه على أن يقوم بتعبئة الجوالين وإيصالها للسيارة مقابل مبلغ زهيد من المال . بعد أن اجتاز كريم بوابة العبور نحو صنابير المياه وقف مع الواقفين ينتظر دوره في التعبئة وبعد ساعات من الانتظار بدأت مياه زمزم تتدفق في الجوالين حتى فرغ من تعبئتها وهو يحمد الله أن من عليه بهذا الفضل ، قام كريم بحمل الجوالين وإيصالها للسيارة على حسب الاتفاق وبعد أن انتهى اغلق الباب وعرقه يتصبب فما كان من الرجل إلاّ أن كافئه بأضعاف أضعاف ما اتفق عليه بل شكره وأثنى عليه لأنه بحث عن الكسب الحلال ثم استودعه متمنياً له التوفيق .. كان هذا الرجل مسؤول في احدى الدوائر الحكومية وهو بطبيعة الحال أحد العاملين تحت مظلة ( تطبيق القانون ) . بضع دقائق أخرى وكريم يمسك ببعض الجوالين متوجهاً للبوابة ولكن حال بينه وبينهم الموج فكان من المغرقين ( امشي ياكلب لاعاد اشوفك هنا لا ادخلك الجيب ) أطلق كريم ساقيه للريح بعد أن قذف بالجوالين في وجه الرجل وولى هارباً لايعرف إلى أين يتجه.

كريم

أنثى تنصهر بقلب رجل جاحد

حكاية / أنثى تنصهر بقلب رجل جاحد ..!

البداية كانت على قصاصة من الورق كتبت فيها كلمات مبعثرة ، وبين السطور كتبت أنا أحبك هل تقبل حبي ؟كانت القصاصة جريمة أقترفتها في قانون غابتها ...وبين شمس ومغيب تمر لحظات القصاص التي ستنفذ عليها وتشتم رائحة الموت، والكفن المزركش بعبارات الخلود والراحة .
بقيت الورقة تتراقص على أتساع كفيها الخائفين ،وكل مرة تذبل الورقة وتموت غرقاً في بحر عرق اليدين ، ثم تكتبها مرة جديدة ،وتبث بها روح البقاء ،وكم أستجمعت قواها لتبعثها لكنها كل مرة تتردد خوفاً من المصير الغائب ....قررت أن تستخير ربها لعله يتم التيسير من وجه الكريم ،صلت دعت وأستخارت ،و في صباح اليوم التالي لملمت أنفاسها المتقطعة ، ثم نفثت القصاصة في الهواء كيف طارت ؟ كيف وصلت ؟ ...لا تدري ! طارت القصاصة ووصلت الفارس الجميل
أنتظرت تلك البائسة أن تخبرها حمامة الزاجل بقبول طلبها ، ترقب ..خوف ...مصير مجهول ! ومن زاوية شرفة الكون رأت أبتسامته الساحرة على محياه الجميل قال لها : أنا ايضاً أحبك لكنك أشجع مني ..!
عاشت كل أحلامها المترفة ،سمعت أم كلثوم ...فتحت بوابة دفتر جديد أزهرت عليه كل كلمات الجمال والسعادة المقترنة بقطار الحب ، ثم تجتث الورقة من الدفتر، وتنفثها عبر نسمات صحوة العصر ، وكالعادة توصلها الحمامة البيضاء للفارس الملائكي الطباع .
دخلت القفص الذهبي ، بفستان مرصع بأمنيات مستقبلية كلها نقاء لؤلؤي ، وعاهدت نفسها أن ترعى حبه ، وكما وعدت صار الحب ينمو ويزداد ، ولأن عالمها كله براءة وقلبها منه من الرقة والشفافية الكثير ؛ تعاملت ببساطة مع كل شيء حتى لا تخسر حبها الجميل ، فكانت النتيجة الموظبة على حسنها الغرائزي ،حرمانها من دستورها الملكي وأختراق مملكتها وأصبحت بلا جدران تسكن العراء ، كل يحمل سوطه بين التنظير وتوزيع المهام الشاقة على جناحي الفراشة المسالمة لهبات رياح السموم ! تحملت ..وكانت أبسط أمنياتها أن يحرك فارسها الواقع الأليم لجهة خلف الغيوم بعيداً عن قهر البشر ، لكن الواقع لا يغيره كلام الأحلام والأوهام ...........تحملت وأستسلمت كل ذلك من أجله من أجل بياض فكرها البريء .

تنقلب الأيام ، ووتتغير الأماكن ،حتى الوجوه تغيرت ..!والشوارع تمارس صمتها القاتل ، وبين جنونها وسكونها شعرة تقسمها قسمين أبيض يسيطر كلها ، وأسود يفترش طريقها ،كل ذلك وما زال صفاء حبها يعبق بزوايا المكان والزمان .
ذات مرة وهي تمارس جنونها المعهود، قالت له : ما زلت أنثاك الجميلة ، ما زلت تحبني ؟
قال يداعبها : يا مجنونة ! أتشكين بقلبي ؟
تتمتم ( ما ذا دهاني ما هذا الجنون والسؤال القبيح ...أستغفر الله )
وكانت هذه نهاية أو بداية جنونها الحقيقي ........!
عاد الى البيت كعادته ، لكن هذه المرة تسارعت دقات قلبها أهو الحب ينمو بسرعة ! أم أن حاستها السادسة بدأت مهامها ...!
أنكب على وجهه وكغير عادته نام باكراً ، وعندما أستيقظ كان شارد الذهن ، وصمته يوقظ حدسها النائم في سبات البراءة ، قالت في نفسها لعل أمور العمل أرهقته .
لكن قلبها ينتفض مرة أخرى ، وعلى مايبدو أن حاستها السادسة تدق مرة أخرى !فجأة نهض صارخاً أين محفظة النقود ؟
وتبدأ عملية البحث فوق تحت ، حتى قالت له من الممكن أن تكون نسيتها عند البقال بعدما أشتريت حاجيات البيت ،ذهب وعاد بمحفظته التي نسيها بالفعل عند البقال !

بقي صامتاً ، شارد ..تكلمه لا يسمعها ، يحب العزلة ويغلق الباب على نفسه ، هنا نقطة التحول من زوجة محبة ، الى مفتش بوليسي ، أحضرت كلبها البوليسي وبدأ يشتم كل الروائح وتمنت أن لا يجد رائحة أنثى عالقة بقميص زوجها ، أنتهت مهمة الكلب البوليسي ببراءة الزوج حيث لم يعثر على رائحة أنثوية ، تنفست الزوجة الصعداء وأخذت أستراحة قليلة علها لا تكون استراحة المحارب ..!

لكن حاستها السابعة أشتغلت الآن، بعدما فشلت السادسة بالوصول لشكوك الحقيقة ..........................، أخرج من جيب قميصه الأزرق محفظة جديدة وقال :ما رأيك بهذه المحفظة ؟
أجابت ببرائتها وبصراحة الأطفال
لا ..لا تعجبني! ليس هذا ذوقك الذي أعتدت عليه !
قال لها : لكنني أراها جميلة !
قالت : لكنني لم أحبها ..! أبقى على محفظتك القديمة أفضل( وتشددت برأيها) ،لكنه تجاهل رأيها وافرغ محتوى حقيبته القديمة في الجديدة ، غضبت منه وكأنما أشتمت شيء مس كرامتها ورأت في المكان دخان ينذر بحريق قادم !

ما هي الا أيام ويبدأ دفتر الخيانة بكشف صفحاته ، ها هي تكتشف من رسالة هاتف أن المحفظة الجديدة هدية عشيقته الجديدة !
لكنها حافظت على هدوئها رغم الألم الذي سببه شوك الحقيقة ونغزاته ، وبقيت شامخه !رغم الأهانة القلبية ، تتظاهر بالقوة ، وتحضر كفنها التي رأت نعشها يحمله ذات مرة ،وترتب نفسها لموت سريري فقلبها لا يزال ينبض بحبه ،و في نفسها تقول يارب أن تكن ظنوني خاطئة !!!.
هاهي تفتش بتلفونه النقال لتجد رسالة بل مقال عن مكان لقائهم وموعده .
لم تحرك ساكناً ، وبقي الأعصار يأكل قلبها ويحرق دموعها ، قالت ربما ايميله سيكشف النقاب أكثر ، لكنها لم تعرف رقمه السري ، ساعدتها جنية الحظ لأول مرة بمعرفة الأرقام السرية ، أنتظرت خلو البيت من أحد ، وتسمرت أمام الجهاز قلبها يرتجف وكل المكان يهتز كزلزال جامح ، سمت بسم الله وفتحت بريده الألكتروني
واذا بصورة أنثاه تتأرجح على الشاشة .

أوهمت نفسها بأن لا شيء يستحق ضحكت وقالت : أنا أجمل منها هل من الممكن ان ينظر لهذه !ويفضلها عليها
( يا غبية ليست هذه مشكلة الحب أعمى أيضاً ) تمتمت ثم فقدت

الوعي .........!
ثم جاءت أفاقتها من غيبوبة البراءة ، وبدأت تترجم ملامح الصور وطلاسم الرسائل ، وأستعانت بكل معاجم الدنيا والحقيقة التي لا يختلف عليها أثنان ، أن زوجها تعلق بهذه الأنثى الغريبة .
أنتظرت عودته وهذه المرة لا مستقبلة بل مهاجمة تدافع عن مملكتها المحطمة وكينونتها ، رأت أمامها كائن غريب لم تعرفه من قبل قالت له لقد عرفت كل شيء وشرحت له ما عرفت ....هل تحبها ؟
قال : أنها مجرد صديقة !!!( وكان العذر أقبح من الذنب)
ذهبت ووضعت صورتها خلفية على جهاز الكمبيوتر وقالت له :
لا عذر لك عندي لقد قتلتني
وعدها بأن ينتهي كل شيء ، لكن الحقيقة المؤلمة أنها سكنت قلبه وركلتها خلف الشمس وسط حرارة الحقيقة المرة ، فما زال يحتفظ بمحفظة عشيقته !!!
وما زالت وما تزال تصارع حبها المريض ، وتناضل من أجل أسترداد ولو جزء من قلبه الجاحد .
يا جحود !!
أما آن لك أن تعود ؟!

قلبك الأول أما زال يشرب من قديم العهود ؟
أما رق لطفولة الغرام ؟!
أما حن لورود عينيها الأسيرتين!!؟
أما آن أن تسترجع ما كان ؟
تنتشل غرقها ضياعها ...
وتمنحها صكاً من سالف الوعود ؟
شقائق النعمان

حبيبتي ..
ان لك في القلب مكانً لم تأخده ليلى في قلب قيس
اعدك .. اعدك ان تكون نزوةً كـ/ نِسمة حرٍ , ويأتي بعدها ربيع مزهر

العالم كله اصبح يعاني من ارتفاع درجة الحرارة .. وهي بكل حب تنتظر الربيع


أنثى تنصهر بقلب رجل جاحد

حكاية / أنثى تنصهر بقلب رجل جاحد ..!

البداية كانت على قصاصة من الورق كتبت فيها كلمات مبعثرة ، وبين السطور كتبت أنا أحبك هل تقبل حبي ؟كانت القصاصة جريمة أقترفتها في قانون غابتها ...وبين شمس ومغيب تمر لحظات القصاص التي ستنفذ عليها وتشتم رائحة الموت، والكفن المزركش بعبارات الخلود والراحة .
بقيت الورقة تتراقص على أتساع كفيها الخائفين ،وكل مرة تذبل الورقة وتموت غرقاً في بحر عرق اليدين ، ثم تكتبها مرة جديدة ،وتبث بها روح البقاء ،وكم أستجمعت قواها لتبعثها لكنها كل مرة تتردد خوفاً من المصير الغائب ....قررت أن تستخير ربها لعله يتم التيسير من وجه الكريم ،صلت دعت وأستخارت ،و في صباح اليوم التالي لملمت أنفاسها المتقطعة ، ثم نفثت القصاصة في الهواء كيف طارت ؟ كيف وصلت ؟ ...لا تدري ! طارت القصاصة ووصلت الفارس الجميل
أنتظرت تلك البائسة أن تخبرها حمامة الزاجل بقبول طلبها ، ترقب ..خوف ...مصير مجهول ! ومن زاوية شرفة الكون رأت أبتسامته الساحرة على محياه الجميل قال لها : أنا ايضاً أحبك لكنك أشجع مني ..!
عاشت كل أحلامها المترفة ،سمعت أم كلثوم ...فتحت بوابة دفتر جديد أزهرت عليه كل كلمات الجمال والسعادة المقترنة بقطار الحب ، ثم تجتث الورقة من الدفتر، وتنفثها عبر نسمات صحوة العصر ، وكالعادة توصلها الحمامة البيضاء للفارس الملائكي الطباع .
دخلت القفص الذهبي ، بفستان مرصع بأمنيات مستقبلية كلها نقاء لؤلؤي ، وعاهدت نفسها أن ترعى حبه ، وكما وعدت صار الحب ينمو ويزداد ، ولأن عالمها كله براءة وقلبها منه من الرقة والشفافية الكثير ؛ تعاملت ببساطة مع كل شيء حتى لا تخسر حبها الجميل ، فكانت النتيجة الموظبة على حسنها الغرائزي ،حرمانها من دستورها الملكي وأختراق مملكتها وأصبحت بلا جدران تسكن العراء ، كل يحمل سوطه بين التنظير وتوزيع المهام الشاقة على جناحي الفراشة المسالمة لهبات رياح السموم ! تحملت ..وكانت أبسط أمنياتها أن يحرك فارسها الواقع الأليم لجهة خلف الغيوم بعيداً عن قهر البشر ، لكن الواقع لا يغيره كلام الأحلام والأوهام ...........تحملت وأستسلمت كل ذلك من أجله من أجل بياض فكرها البريء .

تنقلب الأيام ، ووتتغير الأماكن ،حتى الوجوه تغيرت ..!والشوارع تمارس صمتها القاتل ، وبين جنونها وسكونها شعرة تقسمها قسمين أبيض يسيطر كلها ، وأسود يفترش طريقها ،كل ذلك وما زال صفاء حبها يعبق بزوايا المكان والزمان .
ذات مرة وهي تمارس جنونها المعهود، قالت له : ما زلت أنثاك الجميلة ، ما زلت تحبني ؟
قال يداعبها : يا مجنونة ! أتشكين بقلبي ؟
تتمتم ( ما ذا دهاني ما هذا الجنون والسؤال القبيح ...أستغفر الله )
وكانت هذه نهاية أو بداية جنونها الحقيقي ........!
عاد الى البيت كعادته ، لكن هذه المرة تسارعت دقات قلبها أهو الحب ينمو بسرعة ! أم أن حاستها السادسة بدأت مهامها ...!
أنكب على وجهه وكغير عادته نام باكراً ، وعندما أستيقظ كان شارد الذهن ، وصمته يوقظ حدسها النائم في سبات البراءة ، قالت في نفسها لعل أمور العمل أرهقته .
لكن قلبها ينتفض مرة أخرى ، وعلى مايبدو أن حاستها السادسة تدق مرة أخرى !فجأة نهض صارخاً أين محفظة النقود ؟
وتبدأ عملية البحث فوق تحت ، حتى قالت له من الممكن أن تكون نسيتها عند البقال بعدما أشتريت حاجيات البيت ،ذهب وعاد بمحفظته التي نسيها بالفعل عند البقال !

بقي صامتاً ، شارد ..تكلمه لا يسمعها ، يحب العزلة ويغلق الباب على نفسه ، هنا نقطة التحول من زوجة محبة ، الى مفتش بوليسي ، أحضرت كلبها البوليسي وبدأ يشتم كل الروائح وتمنت أن لا يجد رائحة أنثى عالقة بقميص زوجها ، أنتهت مهمة الكلب البوليسي ببراءة الزوج حيث لم يعثر على رائحة أنثوية ، تنفست الزوجة الصعداء وأخذت أستراحة قليلة علها لا تكون استراحة المحارب ..!

لكن حاستها السابعة أشتغلت الآن، بعدما فشلت السادسة بالوصول لشكوك الحقيقة ..........................، أخرج من جيب قميصه الأزرق محفظة جديدة وقال :ما رأيك بهذه المحفظة ؟
أجابت ببرائتها وبصراحة الأطفال
لا ..لا تعجبني! ليس هذا ذوقك الذي أعتدت عليه !
قال لها : لكنني أراها جميلة !
قالت : لكنني لم أحبها ..! أبقى على محفظتك القديمة أفضل( وتشددت برأيها) ،لكنه تجاهل رأيها وافرغ محتوى حقيبته القديمة في الجديدة ، غضبت منه وكأنما أشتمت شيء مس كرامتها ورأت في المكان دخان ينذر بحريق قادم !

ما هي الا أيام ويبدأ دفتر الخيانة بكشف صفحاته ، ها هي تكتشف من رسالة هاتف أن المحفظة الجديدة هدية عشيقته الجديدة !
لكنها حافظت على هدوئها رغم الألم الذي سببه شوك الحقيقة ونغزاته ، وبقيت شامخه !رغم الأهانة القلبية ، تتظاهر بالقوة ، وتحضر كفنها التي رأت نعشها يحمله ذات مرة ،وترتب نفسها لموت سريري فقلبها لا يزال ينبض بحبه ،و في نفسها تقول يارب أن تكن ظنوني خاطئة !!!.
هاهي تفتش بتلفونه النقال لتجد رسالة بل مقال عن مكان لقائهم وموعده .
لم تحرك ساكناً ، وبقي الأعصار يأكل قلبها ويحرق دموعها ، قالت ربما ايميله سيكشف النقاب أكثر ، لكنها لم تعرف رقمه السري ، ساعدتها جنية الحظ لأول مرة بمعرفة الأرقام السرية ، أنتظرت خلو البيت من أحد ، وتسمرت أمام الجهاز قلبها يرتجف وكل المكان يهتز كزلزال جامح ، سمت بسم الله وفتحت بريده الألكتروني
واذا بصورة أنثاه تتأرجح على الشاشة .

أوهمت نفسها بأن لا شيء يستحق ضحكت وقالت : أنا أجمل منها هل من الممكن ان ينظر لهذه !ويفضلها عليها
( يا غبية ليست هذه مشكلة الحب أعمى أيضاً ) تمتمت ثم فقدت

الوعي .........!
ثم جاءت أفاقتها من غيبوبة البراءة ، وبدأت تترجم ملامح الصور وطلاسم الرسائل ، وأستعانت بكل معاجم الدنيا والحقيقة التي لا يختلف عليها أثنان ، أن زوجها تعلق بهذه الأنثى الغريبة .
أنتظرت عودته وهذه المرة لا مستقبلة بل مهاجمة تدافع عن مملكتها المحطمة وكينونتها ، رأت أمامها كائن غريب لم تعرفه من قبل قالت له لقد عرفت كل شيء وشرحت له ما عرفت ....هل تحبها ؟
قال : أنها مجرد صديقة !!!( وكان العذر أقبح من الذنب)
ذهبت ووضعت صورتها خلفية على جهاز الكمبيوتر وقالت له :
لا عذر لك عندي لقد قتلتني
وعدها بأن ينتهي كل شيء ، لكن الحقيقة المؤلمة أنها سكنت قلبه وركلتها خلف الشمس وسط حرارة الحقيقة المرة ، فما زال يحتفظ بمحفظة عشيقته !!!
وما زالت وما تزال تصارع حبها المريض ، وتناضل من أجل أسترداد ولو جزء من قلبه الجاحد .
يا جحود !!
أما آن لك أن تعود ؟!

قلبك الأول أما زال يشرب من قديم العهود ؟
أما رق لطفولة الغرام ؟!
أما حن لورود عينيها الأسيرتين!!؟
أما آن أن تسترجع ما كان ؟
تنتشل غرقها ضياعها ...
وتمنحها صكاً من سالف الوعود ؟
شقائق النعمان

حبيبتي ..
ان لك في القلب مكانً لم تأخده ليلى في قلب قيس
اعدك .. اعدك ان تكون نزوةً كـ/ نِسمة حرٍ , ويأتي بعدها ربيع مزهر

العالم كله اصبح يعاني من ارتفاع درجة الحرارة .. وهي بكل حب تنتظر الربيع