مجلة الثقافة الإسلامية في عدد جديد
المعرفة والتحرير في تاريـخ وهران

صدر، مؤخرا، عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف العدد السادس من مجلة الثقافة الإسلامية الذي تم تخصيصه لتاريخ وهران الثقافي والتحرري، حيث ركز العدد الجديد على دور الأربطة في الجهاد من خلال بحث للمرحوم الشيخ المهدي البوعبدلي وكذا دور الطلبة في تحرير وهران من الإحتلال الإسباني ,1792 وكذلك تناول العدد حياة الشيخ محمد باي بلعالم ومؤلفاته.

هناك الكثير من المنارات العلمية بل هي، إن صح التعبير، ثكنات علمية، وفي ذات الوقت جهادية عسرية، والمتمتعن في تاريخ الجزائر ونيسيجها الاجتماعي والثقافي، يجد أن العلم مربوط بالدفاع عن الوطن والذود عنه، وكلاهما طلب العلم والجهاد درجة عالية في الدين حبر العالم ودم الشهيد، وكان الجزائريون يجمعون بين العلم والجهاد للدفاع عن ثغور الإسلام وذلك من خلال الأربطة التي هي مراكز حراسية ودور عبادة ومدارس علم.

الأربطة التي تشكل سلسلة على الشريط الساحلي لم تأت اعتباطية، بل كان لها أهدافها الإستراتيجية في المعرفة والدفاع عن الوطن، فالأربطة التي تحاذي البحر وتقع فوق مرتفعات لتكون في ذات الوقت نقاط مراقبة وحراسة مستمرة لرصد تحرك العدو، الذي كان يهدد الجزائر من جهتها البحرية، خصوصا الإسبان، بعد سقوط الأندلس في أيديهم وتعقبهم للاجئين إلى سواحل الضفة الجنوبية من البحر المتوسط، كمناطق وهران، الجزائر العاصمة، بجاية مستغانم، عنابة وغيرها من المدن.

عملت الأربطة على حماية التراب الجزائري وذلك عن طريق الإنذار المبكر بتواجد العدو المتربص من خلال الإشارات النارية ليلا، والمرايا العاكسة لأشعة الشمس نهارا.

العدد السادس من مجلة الثقافة الإسلامية، التي تصدر عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، خصص لهذه المناراة العلمية والجهادية، حيث نطالع في هذا العدد »الرباط والفدافي وهران والقبائل الكبرى« وهي دراسة تاريخية للشيخ الرحوم المهدي البوعبدلي حيث أكد فيها اهمية الدور الذي لعبه الرباط والفدا في تاريخ البلاد الاسلامية بصفة إجمالية، والرباط الذي اشتهر بمدينة وهران بصفة خاصة، حيث لعب أدوارا رائعة، وحظي بدراسات هامة لكثير من كبار المؤرخين بينوا فيها بتفصيل نظامه وموقعه وحياة المرابطين فيه، وكيف كان فضله من أسباب انتصار المسلمين على الإسبان وطردهم من وهران، والفدا الذي اشتهر ببلاد القبائل الكبرى بعد الإحتلال الفرنسي.

كما تناول العدد الأوضاع الاقتصادية في وهران في العصر الوسيط، من خلال نصوص الرحالة العرب.

كما احتوى العدد على دراسات تاريخية منها »مدينة وهران وناحيتها« في مذكرات الجنرال ديميشيل، من حيث ما كتب عن المدينة من الفرنسيين وأهميتها، من خلال الموقع والتحصينات والمرسى الكبير والمنشآت العسكرية ودار السلاح والفلاحة والتجارة وتربية المواشي.

كما نقرأ في ذات العدد »الرباط وبعده الثقافي والعلمي لمدينة وهران«، ونطالع موضوع تحت عنوان »إستراتيجية الباي محمد الكبير في فتح وهران والمرسى الكبير«.

كما اشتمل العدد على »دور الطلبة في تحرير وهران الثاني من الإحتلال الإسباني عام 1792«.

أما القسم الثاني من العدد السادس »تراجم وسير«، فقد تناول الشيخ محمد باي بلعالم حياته ومؤلفاته و»الوسطية عند علماء الجزائر«.

العدد السادس من مجلة الثقافة الإسلامية يتوزع على140 صفحة من القطع الكبير وبطبعة أنيقة وورق ممتاز.