حكاية / أنثى تنصهر بقلب رجل جاحد ..!
البداية كانت على قصاصة من الورق كتبت فيها كلمات مبعثرة ، وبين السطور كتبت أنا أحبك هل تقبل حبي ؟كانت القصاصة جريمة أقترفتها في قانون غابتها ...وبين شمس ومغيب تمر لحظات القصاص التي ستنفذ عليها وتشتم رائحة الموت، والكفن المزركش بعبارات الخلود والراحة .
بقيت الورقة تتراقص على أتساع كفيها الخائفين ،وكل مرة تذبل الورقة وتموت غرقاً في بحر عرق اليدين ، ثم تكتبها مرة جديدة ،وتبث بها روح البقاء ،وكم أستجمعت قواها لتبعثها لكنها كل مرة تتردد خوفاً من المصير الغائب ....قررت أن تستخير ربها لعله يتم التيسير من وجه الكريم ،صلت دعت وأستخارت ،و في صباح اليوم التالي لملمت أنفاسها المتقطعة ، ثم نفثت القصاصة في الهواء كيف طارت ؟ كيف وصلت ؟ ...لا تدري ! طارت القصاصة ووصلت الفارس الجميل
أنتظرت تلك البائسة أن تخبرها حمامة الزاجل بقبول طلبها ، ترقب ..خوف ...مصير مجهول ! ومن زاوية شرفة الكون رأت أبتسامته الساحرة على محياه الجميل قال لها : أنا ايضاً أحبك لكنك أشجع مني ..!
عاشت كل أحلامها المترفة ،سمعت أم كلثوم ...فتحت بوابة دفتر جديد أزهرت عليه كل كلمات الجمال والسعادة المقترنة بقطار الحب ، ثم تجتث الورقة من الدفتر، وتنفثها عبر نسمات صحوة العصر ، وكالعادة توصلها الحمامة البيضاء للفارس الملائكي الطباع .
دخلت القفص الذهبي ، بفستان مرصع بأمنيات مستقبلية كلها نقاء لؤلؤي ، وعاهدت نفسها أن ترعى حبه ، وكما وعدت صار الحب ينمو ويزداد ، ولأن عالمها كله براءة وقلبها منه من الرقة والشفافية الكثير ؛ تعاملت ببساطة مع كل شيء حتى لا تخسر حبها الجميل ، فكانت النتيجة الموظبة على حسنها الغرائزي ،حرمانها من دستورها الملكي وأختراق مملكتها وأصبحت بلا جدران تسكن العراء ، كل يحمل سوطه بين التنظير وتوزيع المهام الشاقة على جناحي الفراشة المسالمة لهبات رياح السموم ! تحملت ..وكانت أبسط أمنياتها أن يحرك فارسها الواقع الأليم لجهة خلف الغيوم بعيداً عن قهر البشر ، لكن الواقع لا يغيره كلام الأحلام والأوهام ...........تحملت وأستسلمت كل ذلك من أجله من أجل بياض فكرها البريء .
تنقلب الأيام ، ووتتغير الأماكن ،حتى الوجوه تغيرت ..!والشوارع تمارس صمتها القاتل ، وبين جنونها وسكونها شعرة تقسمها قسمين أبيض يسيطر كلها ، وأسود يفترش طريقها ،كل ذلك وما زال صفاء حبها يعبق بزوايا المكان والزمان .
ذات مرة وهي تمارس جنونها المعهود، قالت له : ما زلت أنثاك الجميلة ، ما زلت تحبني ؟
قال يداعبها : يا مجنونة ! أتشكين بقلبي ؟
تتمتم ( ما ذا دهاني ما هذا الجنون والسؤال القبيح ...أستغفر الله )
وكانت هذه نهاية أو بداية جنونها الحقيقي ........!
عاد الى البيت كعادته ، لكن هذه المرة تسارعت دقات قلبها أهو الحب ينمو بسرعة ! أم أن حاستها السادسة بدأت مهامها ...!
أنكب على وجهه وكغير عادته نام باكراً ، وعندما أستيقظ كان شارد الذهن ، وصمته يوقظ حدسها النائم في سبات البراءة ، قالت في نفسها لعل أمور العمل أرهقته .
لكن قلبها ينتفض مرة أخرى ، وعلى مايبدو أن حاستها السادسة تدق مرة أخرى !فجأة نهض صارخاً أين محفظة النقود ؟
وتبدأ عملية البحث فوق تحت ، حتى قالت له من الممكن أن تكون نسيتها عند البقال بعدما أشتريت حاجيات البيت ،ذهب وعاد بمحفظته التي نسيها بالفعل عند البقال !
بقي صامتاً ، شارد ..تكلمه لا يسمعها ، يحب العزلة ويغلق الباب على نفسه ، هنا نقطة التحول من زوجة محبة ، الى مفتش بوليسي ، أحضرت كلبها البوليسي وبدأ يشتم كل الروائح وتمنت أن لا يجد رائحة أنثى عالقة بقميص زوجها ، أنتهت مهمة الكلب البوليسي ببراءة الزوج حيث لم يعثر على رائحة أنثوية ، تنفست الزوجة الصعداء وأخذت أستراحة قليلة علها لا تكون استراحة المحارب ..!
لكن حاستها السابعة أشتغلت الآن، بعدما فشلت السادسة بالوصول لشكوك الحقيقة ..........................، أخرج من جيب قميصه الأزرق محفظة جديدة وقال :ما رأيك بهذه المحفظة ؟
أجابت ببرائتها وبصراحة الأطفال
لا ..لا تعجبني! ليس هذا ذوقك الذي أعتدت عليه !
قال لها : لكنني أراها جميلة !
قالت : لكنني لم أحبها ..! أبقى على محفظتك القديمة أفضل( وتشددت برأيها) ،لكنه تجاهل رأيها وافرغ محتوى حقيبته القديمة في الجديدة ، غضبت منه وكأنما أشتمت شيء مس كرامتها ورأت في المكان دخان ينذر بحريق قادم !
ما هي الا أيام ويبدأ دفتر الخيانة بكشف صفحاته ، ها هي تكتشف من رسالة هاتف أن المحفظة الجديدة هدية عشيقته الجديدة !
لكنها حافظت على هدوئها رغم الألم الذي سببه شوك الحقيقة ونغزاته ، وبقيت شامخه !رغم الأهانة القلبية ، تتظاهر بالقوة ، وتحضر كفنها التي رأت نعشها يحمله ذات مرة ،وترتب نفسها لموت سريري فقلبها لا يزال ينبض بحبه ،و في نفسها تقول يارب أن تكن ظنوني خاطئة !!!.
هاهي تفتش بتلفونه النقال لتجد رسالة بل مقال عن مكان لقائهم وموعده .
لم تحرك ساكناً ، وبقي الأعصار يأكل قلبها ويحرق دموعها ، قالت ربما ايميله سيكشف النقاب أكثر ، لكنها لم تعرف رقمه السري ، ساعدتها جنية الحظ لأول مرة بمعرفة الأرقام السرية ، أنتظرت خلو البيت من أحد ، وتسمرت أمام الجهاز قلبها يرتجف وكل المكان يهتز كزلزال جامح ، سمت بسم الله وفتحت بريده الألكتروني
واذا بصورة أنثاه تتأرجح على الشاشة .
أوهمت نفسها بأن لا شيء يستحق ضحكت وقالت : أنا أجمل منها هل من الممكن ان ينظر لهذه !ويفضلها عليها
( يا غبية ليست هذه مشكلة الحب أعمى أيضاً ) تمتمت ثم فقدت
الوعي .........!
ثم جاءت أفاقتها من غيبوبة البراءة ، وبدأت تترجم ملامح الصور وطلاسم الرسائل ، وأستعانت بكل معاجم الدنيا والحقيقة التي لا يختلف عليها أثنان ، أن زوجها تعلق بهذه الأنثى الغريبة .
أنتظرت عودته وهذه المرة لا مستقبلة بل مهاجمة تدافع عن مملكتها المحطمة وكينونتها ، رأت أمامها كائن غريب لم تعرفه من قبل قالت له لقد عرفت كل شيء وشرحت له ما عرفت ....هل تحبها ؟
قال : أنها مجرد صديقة !!!( وكان العذر أقبح من الذنب)
ذهبت ووضعت صورتها خلفية على جهاز الكمبيوتر وقالت له :
لا عذر لك عندي لقد قتلتني
وعدها بأن ينتهي كل شيء ، لكن الحقيقة المؤلمة أنها سكنت قلبه وركلتها خلف الشمس وسط حرارة الحقيقة المرة ، فما زال يحتفظ بمحفظة عشيقته !!!
وما زالت وما تزال تصارع حبها المريض ، وتناضل من أجل أسترداد ولو جزء من قلبه الجاحد .
يا جحود !!
أما آن لك أن تعود ؟!
قلبك الأول أما زال يشرب من قديم العهود ؟
أما رق لطفولة الغرام ؟!
أما حن لورود عينيها الأسيرتين!!؟
أما آن أن تسترجع ما كان ؟
تنتشل غرقها ضياعها ...
وتمنحها صكاً من سالف الوعود ؟
شقائق النعمان
حبيبتي ..
ان لك في القلب مكانً لم تأخده ليلى في قلب قيس
اعدك .. اعدك ان تكون نزوةً كـ/ نِسمة حرٍ , ويأتي بعدها ربيع مزهر
العالم كله اصبح يعاني من ارتفاع درجة الحرارة .. وهي بكل حب تنتظر الربيع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق