http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/2C17A84C-2239-4DF3-A841-4A7AD20F27FE.htm

الجمعة، 16 مارس 2012

دور الصحفي في العملية الديمقراطية تنويري وليس وظيفيا

في البرنامج التدريبي "الإعلام والانتخابات" الذي أقامته مؤسسة الأهرام بالتعاون مع المنظمة الدولية للنظم الانتخابية في الفترة من 6 - 4 نوفمبر الجاري في العين السخنة، قالت د. هويدا مصطفي ـ أستاذ الإعلام جامعة القاهرة والمشرف علي البرنامج التدريبي ـ إن مشاركة المواطنين في إدارة الشئون العامة أصبحت أحد أهم ملامح المجتمع الحديث التي تميزه عن المجتمع التقليدي. كما أنها تعد أحد عناصر الممارسة الديمقراطية. ويشهد العالم الآن تطورا سريعا في اتجاه توسيع نطاق المشاركة السياسية.
وأكدت د.هويدا إن الإعلام يلعب دورا رئيسيا في تدعيم هذا الاتجاه. حيث تزداد أهمية هذا الدور في عصر تتسارع فيه معدلات الاتصال وتنتشر فيه المعلومات. الأمر الذي يتيح لأعداد أكبر من الأفراد فرصا غير مسبوقة للمعرفة وإدراك أهمية المشاركة في الحياة العامة حيث تأتي وسائل الإعلام ـ مقروءة ومسموعة ومرئية ـ في مقدمة الأدوات الأكثر تأثيرا في توجهات المجتمع وأنماط تفكير أبنائه. وإذا كان هذا الدور يمتد ليشمل مختلف مجالات الحياة في كل وقت، فإنه يتعاظم وتزداد أهميته في أوقات الانتخابات، حيث تؤدي تلك الوسائل مهام متعددة تستهدف دعم الديمقراطية وتشجيع المشاركة السياسية من خلال التعريف بأركان العملية الانتخابية وأهميتها في النهوض بحاضر الوطن ومستقبله والأصول الدستورية والقانونية التي تستند إليها ضمانات نجاحها وكذلك التعريف بحقوق وواجبات جميع أطراف العملية الانتخابية، بمن فيهم المرشح والناخب ومن قبلهما الدولة ممثلة في اللجان والأجهزة المعنية بإدارة العملية الانتخابية.
وأشارت د. هويدا إلي أن هنا تبرز مسئولية الإعلام في تغطية الانتخابات التي تشمل تحري وتحقق الصحفي والإعلامي من صحة المعلومات والأخبار والالتزام بالدقة في تحرير الخبر ومعالجته والحذر في نشره بالابتعاد عن المبالغة والتهويل والإثارة.
كما ذكر د. فاروق أبوزيد ـ عميد كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ورئيس لجنة الممارسة الصحفية بالمجلس الأعلي للصحافة ـ أن الانتخابات هي عنوان الممارسة الديمقراطية ونجاح الانتخابات هو تدعيم للعملية الديمقراطية. والإعلام عامل أساسي في عملية الانتخابات وبالتالي الديمقراطية. إذن نحن بصدد أهم 3 عناصر هي الانتخابات والديمقراطية والإعلام. والانتخابات المقبلة سواء مجلس الشعب أم مجلس الشوري أم الرئاسية ستحدد مستقبل البلد. كما أشار د. فاروق إلي أن مشكلة مصر هي الديمقراطية ولو تم حلها، فإن كل مشاكلنا تكون في طريقها إلي الحل. ودور الصحفي في العملية الديمقراطية تنويري وليس وظيفيا. ويمكن للإعلام أن ينشئ مناخا من الأمل بأن للديمقراطية مستقبلا في مصر. فالشعب المصري سريع الاستجابة للتغيير وجاهز وقادر علي ممارسة الديمقراطية والعامل الأساسي في ذلك هو الاتصال المباشر الذي يحصل منه الشعب علي ثقافته. ويري د. فاروق أنه يجب أن يكتمل التحول الديمقراطي وشرط ذلك نجاح الانتخابات. ودور الإعلام في ذلك هو تقديم تغطية متوازنة وحقيقية ومتساوية لكل الأطراف المشاركة. والميديا تحقق الانضباط الكامل في العملية الانتخابية. كما أن مهمة الميديا هي تفعيل المشاركة السياسية للمواطنين في كل الوسائل الإعلامية وعدم تشكيكهم في الانتخابات وهجرتهم لها. فالدقة والموضوعية في غاية الأهمية ووظيفة الإعلامي هي الإصلاح وعمل المفيد.
وفي ورش العمل قال ياسر عبد العزيز ـ الخبير الإعلامي ـ لأن الانتخابات أحداث جارية أي الآن، وهنا فإن معالجتها تكون خبرية لأن وظيفة الصحفي هي إنشاء المطالب وعرضها. والانتخابات أخبار وليست دعاية للصحفيين. والأخبار هي كل شيء والجمهور يأخذ من خلاله القرار أو يزيل غموضاً أو يبني سياسة أو يتفادي خطراً أو يحسن أحواله. كما أنها الفرض وغيرها النوافل في الأحداث الجارية. وفي ذلك، يتبع الصحفي التالي : ـ التقديم الواقعي أي البعد عن الخيال والمجاز والمفبرك والوضوح والإيجاز واللا ذاتية أي اختيار المصادر وتوزيع حججهم.
وقد أشار إلي الأخطاء التي يقع فيها الصحفي في التغطية الانتخابية وهي أن العنوان لا يتفق مع النص وعدم الدقة وتشويه الحقائق وعدم التوازن وهي مشكلة احترافية والحذف الانتقائي واستخدام لفظ الكنية وخلط الرأي بالخبر والانحياز للاستهجان أو الاستحسان.
وقد أكد أن صناعة الإعلام تنتج حقائق ووقائع وبيانات وأرقاما وحججا مجردة وإفادات وأحكاما قيمة هي نسب صفات أو أدوار لأعلام ترفع أو تنزل من شأنها بين أهلها.

حرش كريم

ليست هناك تعليقات: