http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/2C17A84C-2239-4DF3-A841-4A7AD20F27FE.htm

الاثنين، 6 أغسطس 2012


تراث سوريا تهدده الحروب و الصراعات الإيديولوجية 


لقد ذهلت لما يحدث في أرش سوريا الجريحة من صراع و جبهات مفتوحة يدفع ثمنها المواطن السوري البسيط الذي يسفك دمه هدرا ويراق بغير ذنب ، إلا أنهم خرجوا إلى الشوارع ليقولوا لزعيمهم " إرحل " مثلما قالها نظراءهم في تونس ، مصر ، ليبيا ، اليمن ، لكنهم  لم يتصوروا أن بلاد الشام لها خصوصية وميزة عن باقي البلاد ، وأن المظاهرات ستتحول إلى حمام دماء و حرب ضروس لا يعلم نهايتها إلى الله و الراسخون في العلم ، لأن الحسابات فيها بيد الدول العظمى التي تتنافس على صنع   القرار فيها و التحكم في الوضع  بمباركة من العديد من الدول المجاورة الصديقة و الشقيقة العربية و الإسلامية  خدمة لمصالحها ، وحدا للتوسع الشيعي البعثي بالمنطقة بقيادة إيران و حكم سوريا الطاغي المستبد ، ولعل ما دفع مبعوث السلام " كوفي عنان " لتقديم إستقالته من على رأس البعثة الأممية بشأن مفوضات السلام بين الجيش السوري الحر و النظام الحاكم الفاسد ، كل هذا يوحي بأن الصراع بلغ أشده ، خاصة عندما نرى قوافل اللاجئين من السوريين تحط رحالها بالآلاف في العديد من الدول العربية الشقيقة هروبا من بطش الأسد و أذنابه ، و عناد الجيش الحر و أتباعه , وسط صراع القوى العظمى بالمنطقة التي لها الفائدة الأولي في هذا الإقتتال ، فأصبحت  سوريا على عظمة حضاراتها و إرثها التاريخي الذي يرغب الأعداء في طمسه ، لأن المنطقة من الأكثر ثراء في العالم من الناحية الثقافية و التاريخية ، يأتيها السياح من شتى أنحاء العالم منبهرين بعجائبها ، فرغم كل ما تصدح به سوريا من عبق التاريخ و الحضارات المتعاقبة إلى أنها تحولت للأسف الشديد إلى نقطة ساخنة في العالم بسبب بطش و جبروت قادتها ، الذين يرتكبون أبشع و أشنع الجرائم في حق الإنسانية و يتعرضون لتجارب قاسية في النزاعات وفقدان الأهل و الأقارب و تشريد الشعب و تحطيم البلاد ، وسط صمت رهيب و فشل ذريع للمنظمات الدولية التي تراعى حقوق الإنسان وتدافع عنها في المحافل ، و تجميد القوانين و الإتفاقيات التي تصون كرامة الإنسان و تحمي المدنين العزل و تعطي للشعوب حقها في تقرير مصيرها حتى مع قادتها .

كريم




ليست هناك تعليقات: