http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/2C17A84C-2239-4DF3-A841-4A7AD20F27FE.htm

السبت، 4 أغسطس 2012

عجبا لأمر الجزائر الحبيبة


عجبا لأمر الجزائر  الحبيبة

بقلم  : الكاتب الصحفي كريم حرش

تعجبت و أنا أتابع خبر توافد اللاجئين السوريين إلى أرض الجزائر الحبيبة بالمئات و الآلاف هاربين من بطش الطاغية المستبد بشار الأسد ، و المجازر التي ترتكب ولا يحرك لها أحد من العرب ساكنا ، و إزداد عجبي وأنا أراهم يبيتون في العراء في ساحة بور سعيد بالعاصمة ، وهناك من توجه منهم نحو ولايات أخرى من الوطن طلبا للأمان و الإطمئنان ،ولكن الغريب في أمر هؤلاء اللاجئين أن العديد منهم لم يقبل إعانات الولة ، وتخصيصها لأماكن لراحتهم و إقامتهم مثلما حصل عندما منح لهم المخيم الخاصة بالكشافة الإسلامية بسيدي فرج ، فرفض هؤلاء التوجه إلى المكان وكان ردهم قاسيا على صاحب بيت أراد أن يكرم ضيفه و قالوا لم نأتي متسولين بل جئنا لاجئين هاربين من بطش الطاغية ، وقاموا بالإستئجار و الكراء في الفنادق و المركبات السياحية بمالهم الخاص ، والبعض منهم فضل طبعا ما جاد به السلطات الجزائرية ، يحدث هذا في الوقت الذي إلتحم حولهم الشعب الجزائري المعروف بطيبة قلبه وسعة صدره  ، فمنهم من أخذ عائلة و آخر عائلتين و كل حسب طاقته لتناول الفطور و السحور ، لأننا في شهر رمضان  ، وقد أعطت الحكومة الجزائرية عبر وزارة الداخلية تعليمة إلى كل المسؤوليين المحليين والولاة عبر مختلف ولايات الوطن تحثهم فيها على التكفل الجيد بهؤلاء اللاجئين السوريين أينما تواجدوا و حلوا ، وقد إستقبل الحكومة الجزائرية هؤلاء اللااجئين بطريقة جيدة جدا ، و هي تنوي ذر الرماد ، لأنها تحاول أن تنقل للعالم بأنه دولة واقفة على رجليه و أنها تأوي اللاجئين و تعين المستضعفين و وصل الأمر بها إلى الرغبة في تقديم الأموال المودعة لدى البنك العالمي هبة لإعانة دول أخرى ، وهي أيضا تجربة في القضاء على الإرهاب يحتدى بها في أمريكا وفرنسا و العديد من الدول ، وراعية السلام في إفريقيا ، و الحامية لحقوق الشعب الصحراوي ، أي أنها دول قوية ، وبالفعل هي كذلك ، ولكن أين حظ ابناءها من هذا كله ، فكيف للجزائر أن تلعب هذا الدور المهم في العالم و ابناءها يهربون منها عبر قوارب الموت و هم صائمين في شهر رمضان الكريم أفواجا افواجا مهاجرين نحو سواحل أوروبا مخاطرين بحياتهم لا يهمهم سوى الخروج من بلادهم ، و كيف تكون قوتها وهيبتها وهي التي كانت بالأمس مسرحا لصراعات و مظاهرات وصلت حتى على أحد الأسلاك الأمنية التي كانت بأمس تجابه الإرهاب و تدافع عن البلاد وهذا ما حصل مع أعوان الحرس البلدي ، و كيف تكون قوتها وهي التي نخرت الفوضى و المضاربة الاسعار فيها و جعلت  بعض المواطنين يقتاتون من المزابل و القمامات و أماكن رمي النفايات  ، و كيف تكون قوتها وهي التي يتدافع الآلاف من مواطنيها طوابير لا متناهية من أجل الظفر بقفة رمضان ، التي حولها بعض المسؤولين المحليين إلى وسيلة للقيام بحملات سياسية مبكرة  وسط غياب تام للدولة فأين تلك القوة ، وكيف تكون تجربة الإرهاب ناجحة وهو لازال ينخر في جسد الأمة الجزائرية  و يعشعش في جبالها  ، بل و ظهر إرهاب آخر هو غرهاب الإدارة و البيروقراطية و المحسوبية  و الرشوة و غيرها من الأمراض المزمنة التي  تتصدر صفحات الجرائد اليومية بالفضائح الفسادية التي تنافس الفضائح الأخلاقية   ، واين ذلك الأمان و الأمن  الذي ستوفره لكل هؤلاء  ، ألا يقولون أن فاقد الشيء لا يعطيه 

ليست هناك تعليقات: