عجبا لأمر الجزائر الحبيبة
بقلم :
الكاتب الصحفي كريم حرش
تعجبت و أنا أتابع خبر توافد اللاجئين
السوريين إلى أرض الجزائر الحبيبة بالمئات و الآلاف هاربين من بطش الطاغية المستبد
بشار الأسد ، و المجازر التي ترتكب ولا يحرك لها أحد من العرب ساكنا ، و إزداد عجبي
وأنا أراهم يبيتون في العراء في ساحة بور سعيد بالعاصمة ، وهناك من توجه منهم نحو
ولايات أخرى من الوطن طلبا للأمان و الإطمئنان ،ولكن الغريب في أمر هؤلاء اللاجئين
أن العديد منهم لم يقبل إعانات الولة ، وتخصيصها لأماكن لراحتهم و إقامتهم مثلما
حصل عندما منح لهم المخيم الخاصة بالكشافة الإسلامية بسيدي فرج ، فرفض هؤلاء
التوجه إلى المكان وكان ردهم قاسيا على صاحب بيت أراد أن يكرم ضيفه و قالوا لم
نأتي متسولين بل جئنا لاجئين هاربين من بطش الطاغية ، وقاموا بالإستئجار و الكراء في الفنادق و المركبات السياحية
بمالهم الخاص ، والبعض منهم فضل طبعا ما جاد به السلطات الجزائرية ، يحدث هذا في
الوقت الذي إلتحم حولهم الشعب الجزائري المعروف بطيبة قلبه وسعة صدره ، فمنهم من أخذ عائلة و آخر عائلتين و كل حسب
طاقته لتناول الفطور و السحور ، لأننا في شهر رمضان ، وقد أعطت الحكومة الجزائرية عبر وزارة
الداخلية تعليمة إلى كل المسؤوليين المحليين والولاة عبر مختلف ولايات الوطن تحثهم
فيها على التكفل الجيد بهؤلاء اللاجئين السوريين أينما تواجدوا و حلوا ، وقد
إستقبل الحكومة الجزائرية هؤلاء اللااجئين بطريقة جيدة جدا ، و هي تنوي ذر الرماد
، لأنها تحاول أن تنقل للعالم بأنه دولة واقفة على رجليه و أنها تأوي اللاجئين و
تعين المستضعفين و وصل الأمر بها إلى الرغبة في تقديم الأموال المودعة لدى البنك
العالمي هبة لإعانة دول أخرى ، وهي أيضا تجربة في القضاء على الإرهاب يحتدى بها في
أمريكا وفرنسا و العديد من الدول ، وراعية السلام في إفريقيا ، و الحامية لحقوق
الشعب الصحراوي ، أي أنها دول قوية ، وبالفعل هي كذلك ، ولكن أين حظ ابناءها من
هذا كله ، فكيف للجزائر أن تلعب هذا الدور المهم في العالم و ابناءها يهربون منها
عبر قوارب الموت و هم صائمين في شهر رمضان الكريم أفواجا افواجا مهاجرين نحو سواحل
أوروبا مخاطرين بحياتهم لا يهمهم سوى الخروج من بلادهم ، و كيف تكون قوتها وهيبتها
وهي التي كانت بالأمس مسرحا لصراعات و مظاهرات وصلت حتى على أحد الأسلاك الأمنية
التي كانت بأمس تجابه الإرهاب و تدافع عن البلاد وهذا ما حصل مع أعوان الحرس
البلدي ، و كيف تكون قوتها وهي التي نخرت الفوضى و المضاربة الاسعار فيها و
جعلت بعض المواطنين يقتاتون من المزابل و
القمامات و أماكن رمي النفايات ، و كيف
تكون قوتها وهي التي يتدافع الآلاف من مواطنيها طوابير لا متناهية من أجل الظفر
بقفة رمضان ، التي حولها بعض المسؤولين المحليين إلى وسيلة للقيام بحملات سياسية
مبكرة وسط غياب تام للدولة فأين تلك القوة
، وكيف تكون تجربة الإرهاب ناجحة وهو لازال ينخر في جسد الأمة الجزائرية و يعشعش في جبالها ، بل و ظهر إرهاب آخر هو غرهاب الإدارة و
البيروقراطية و المحسوبية و الرشوة و
غيرها من الأمراض المزمنة التي تتصدر
صفحات الجرائد اليومية بالفضائح الفسادية التي تنافس الفضائح الأخلاقية ، واين ذلك الأمان و الأمن الذي ستوفره لكل هؤلاء ، ألا يقولون أن فاقد الشيء لا يعطيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق